الرئيسية

دمشق

لا تعطني سمكة بل علمني كيف أصيد

السيدة ع.خ، متزوجة، تبلغ من العمر 27 عاماً، وهي أم لطفلين أحدهما يعاني من صعوبات تعلم ونطق. الزوج أي أبو الأطفال لا يستطيع العمل بسبب وضعه الأمني (مطلوب احتياط). الأسرة مهجرة من الغوطة الشرقية وتقطن بمنزل مستأجر، ويعيش معهم في المنزل والدتها ووالدها المريض بالزهايمر، وأخوها الذي لازال في عمر الدراسة، وبالتالي فهي المعيلة الوحيدة لجميع أفراد أسرتها.

كحال آلاف العائلات السورية نزحت السيدة ع.خ وأسرتها، وتوجهت لمستقبل يفتقدون فيه إلى المأوى وإلى كل شيء، الأمر الذي أدى للفقر والعجز في تأمين أبسط الاحتياجات، والتعرض للضغوط النفسية المرافقة لذلك. وما زاد من تردي الحال هو الوضع الصحي المتدهور لابنتها ووالدها. حاولت السيدة ع.خ أكثر من مرة تحسين حياة أسرتها لكن استغلال وجشع أرباب العمل كان لها بالمرصاد، الأمر الذي أرهق عزيمتها وخذل أحلامها المتواضعة.

وعندما تم رصدها من قبل أحد متطوعي الجمعية، توهجت لديها شرارة الأمل الأولى. وكانت نقطة التحول في حياتها وحياة عائلتها حين تمت الموافقة المبدئية على مشروعها الذي طالما حلمت بتحقيقه.

وبدأ مشوار السيدة ع.خ في تحقيق حلمها، وخلال مشوارها قامت الجمعية السورية للتنمية الاجتماعية بدعمها مادياً ومعنوياً، حيث تم إخضاعها لدورة تمكنها من إدارة مشروعها الصغير. وبعد فترة انطلق المشروع، وهو عبارة عن محل إكسسوارات وحقائب.

لقد غير المشروع منحى حياة ع.خ وعائلتها، فمن خلال المردود المادي أصبحوا قادرين على تأمين حاجاتهم المعيشية بالإضافة إلى العلاج لمرضى الأسرة، كما جعلهم ينعمون بنوع من الاستقرار، الأمر الذي غير حياتهم للأفضل.

وهو ما أكدت عليه السيدة حين قالت "إن هذا المشروع هو بداية جديدة أستطيع من خلاله إعالة أسرتي والعيش باستقلال".

مبدأ "لا تعطني سمكة بل علمني كيف أصيد" هو المبدأ الذي انطلقت منه السيدة ع.خ وبجهود الجمعية السورية للتنمية الاجتماعية تم تجسيده على أرض الواقع.

خبرة واجتهاد

السيد ز.س متزوج، يبلغ من العمر 35 عاماً وهو المعيل الوحيد لعائلته المكونة من زوجته وطفليه ووالده ووالدته، وهو مهجر ويقطن في منطقة الزاهرة بمنزل مستأجر، ويعاني من مرض اللقوة.

تم رصده في منطقة الزاهرة، وعرضت عليه فكرة التقدم للجمعية لمعرفة ما يمكن ان توفره له من مساعدة.

قرر السيد زاهر حسب رغبته، وبما يحمله من خبرة، أن يستعيد عمله وعمل عائلته في تربية الأغنام. فخضع لدورة إدارة المشاريع الصغيرة، وتم عرضه على لجنة مختصة بحضور ممثل عن المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، ومن ثم حصل على الموافقة على مشروعه (بيع الأغنام ومنتجاتها) ليدخل حيز التنفيذ بالتزامن مع شهر رمضان المبارك.

كان السيد زاهر شخصاً شديد النشاط، لا يعرف التردد، متحمساً للغاية ويسعى جاهداً لإنجاح مشروعه.

فكانت أولى خطواته بذلك أن نقل سكنه إلى منطقة العدوي، حيث البساتين التي تساعده على تربية الأغنام التي منحته إياها الجمعية. وخلال متابعة السيد في منزله لوحظ اجتهاده واهتمامه البالغ بصحة الأغنام فقد أمّن لهم مكاناً ملائماً، وأحضر لهم طبيباً بيطرياً بشكل دوري، كما استعان بخبرة والده أيضاً في تربيتهم.

وقد لوحظ الأثر الجلي لعمله في المشروع على كل صعد حياته : الاقتصادي والاجتماعي والأسري. فقد أصبح مستقلاً مادياً وقادراً على تلبية احتياجات أسرته، وأكثر تفاؤل بالحياة وبأن القادم منها أجمل.

اليوم، ومن خلال خبرة السيد زاهر واجتهاده، استطاع تأمين سبيل له ولأسرته نحو حياة كريمة بعدما عانوا وصبروا أمام ظروف الحياة السيئة، فكانت قصتهم مثالاً يحتذى به .

Subscribe to دمشق