الرئيسية

أنتم جسر لعبوري

السيدة ل.ب ، مطلقة ، تبلغ من العمر 45 عاماً وهي أم لطفلين، والد الأطفال تهرب من مسؤوليته مما جعلها المعيلة الوحيدة لهم، وهي مهجرة وتقطن بمنزل مستأجر ، صبرت السيدة واجتهدت رغم ظروفها الخاصة، فكانت مثالاً على أن الإدارة إذا ما اقترنت بالأمل فلن يكون هناك مستحيل أو هزيمة.

تعرف إليها متطوعو الوصول في منطقة الزاهرة، وعرضوا عليها الامكانات التي توفرها الجمعية، فقررت حسب رغبتها وبما تحمله من خبرة أن تعمل في "نوفوتيه" صغير يخدم السيدات في منطقة ركن الدين.

خضعت لدورة إدارة المشاريع الصغيرة، تم عرضها على لجنة مختصة بحضور ممثل عن المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، فنجحت وتمت الموافقة على مشروعها (محل لبيع الألبسة الداخلية وبعض مستلزمات النساء) ليدخل حيز التنفيذ : من استئجار مكان مناسب وشراء المستلزمات، ليصار المشروع بمرحلة الانتهاء بالتزامن مع عيد الفطر (22/6/2017م.).

كانت السدة ل.ب امرأة بغاية النشاط، لا تعرف التردد، متحمسة للغاية ومتفائلة بأن القادم أجمل، بدأت العمل في محلها الصغير دون توقف. وزادت عدد ساعات عملها لوقت متأخر من الليل.

تمت متابعتها في المحل عدة مرات وقد لوحظ اجتهادها وسرعة تأقلمها مع الزبائن، إضافة إلى الأثر الجلي لعملها في المشروع على حياتها، على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي، وحتى على مظهرها الخارجي، وأيضاً ابتسامتها التي باتت لا تفارق وجهها، وقد عبرت هي عن ذلك قائلة:

العمل ساعدني كثيراً بالتعرف على فئات عديدة من كافة الطبقات والانخراط بالمجتمع وتحمل المسؤولية والشعور بالاكتفاء الذاتي وقدرتي على تلبية الحاجات الأساسية للمنزل ومساعدة أبنائي في دراستهم، والأهم من هذا كله قدرتي على تسديد ديوني التي كانت حملاً ثقيلاً علي. التعامل مع السيدات شيء جميل، حتى أنني غيرت من طريقة لباسي ومظهري الخارجي لأن العمل أضاف إليّ حياة اجتماعية جديدة تتطلب بأن أبدو دائماً بمظهر لائق.

كل ذلك جعل مني إنسانة سعيدة بحياتها، وأصبحت أكثر قدرة على التعامل مع صعوبات الحياة.

إن هذا المشروع الصغير كان بمثابة بوابة أمل وجسراً عبرت من خلاله السيدة إلى الاستقلالية والتماس سبل الحياة الكريمة والاندماج بالمجتمع. هكذا هي الحياة في زمن الشدة، من قلب الصعوبات نخلق الأمل.