الرئيسية

دمشق

مهارات حياتية

انطلاقاً من حاجة الفتيات بمعهد الفتيات الجانحات إلى تعلم مهنة بهدف كسب العيش منها بعد الخروج من المعهد فقد استفادت الفتيات من التدريب المهني بالحلاقة النسائية و حياكة الصوف الذي نفذته الجمعية السورية للتنمية الإجتماعية بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للسكان في معهد الفتيات الجانحات بدمشق
تضمنت التدريبات عدة محاور تم تعليمها للفتيات.
بالنسبة لتدريب الحلاقة النسائية:
المرحلة الأولى كانت مرحلة التعليم المبتدىء حيث تعرفت الفتيات على الطريقة الصحيحة لاستعمال المقص والمشط بالإضافة إلى التعرف على الطريقة الصحيحة لتقسيم الشعر وطرق الاهتمام به بالإضافة للتعرف على الآداب العامة لمهنة الحلاقة النسائية كون هذه المهنة على تواصل مباشر مع الناس بالمجتمع.
تضمنت المرحلة الثانية البدء بتعليم قصات الشعر( المطبّق ـ الديغراديه ـ الكاريه العادي والقصير ـ الفرنسي ـ القصة القصيرة لكبيرات السن ـ تشفير الشعر ـ تطريف الشعر ـ التخلص من التقصف ـ قص الغرة والسوالف ـ طريقة تطبيق الغرة)
لنبدأ مرحلة جديدة وهي مرحلة الاعتناء بالبشرة وطريقة تنظيف الحواجب وتخطيطها وطريقة استخدام ملقط الحواجب بالشكل الصحيح والتعرف على تقاطيع الوجه وكيفية التعامل معها .
المرحلة التالية كانت مرحلة الصبغات حيث بدأت بالتعرف على الصبغات والوانها وطريقة مزجها وطريقة تركيب الألوان بالإضافة إلى الحوارات المفتوحة أثناء التدريب عن كل مايتعلق باختيارات الوان الصبغة ومايناسبها من لون للبشرة ليكون بدء التطبيق عملياً من خلال تطبيق الفتيات الصبغة على بعضهن ولمن ترغب فقط في تغيير لون شعرها أوإصلاحه .
المرحلة الاخيرة من التدريب تضمنت الميش وانواعه وكيفية تطبيقه من خلال مايعرف بالطاقية أو الخصلات وتعرفت الفتيات على طريقة مزج الميش وانواعه وعيارات الاوكسجين.
اليوم المفتوح من كل أسبوع كان للفتيات لتعلم عمل الجدائل المختلفة بالإضافة إلى عمل بعض الموديلات البسيطة بشعرهن معبرين عن فرحهن بما تعلمنه في هذا التدريب ومصممات على ممارسة هذه المهنة بعد الخروج من المركز.
أمّا محاورتدريب حياكة الصوف:
ـ المرحلة الأولى بدأت بتعليم الفتيات على الطريقة الصحيحة لامساك السنارة والشرح عن السنارات وانواعها وقياساتها والتحدث عن الصوف وانواعه.
المرحلة التالية كانت متابعة الفتيات والتأكد من تمكنهن من حياكة الصوف حيث بدأت المدربة معهن بتعليم أنواع القطب واشكالها من حيث العدد و القياس ،لتبدأ الفتيات فعلياً بحياكة الصوف حيث كان اول انتاجهم الطاقية والتي تمكنت كل الفتيات من صنع طاقية صوف كل فتاة لنفسها وحسب اللون الذي ترغب  لتستمر الفتيات فيما بعد في انتاج الشالات الصوفية والالشين للقدمين بالإضافة إلى عمل كفوف الصوف  فيما استمرت الفتيات بمتعة ورغبة بتعلم طريقة نسج الكنزات والجواكيت الصوفية .

فعالية وحملة "خطوات صغيرة"

بخطواتٍ صغيرة وعيونٍ تلتمع أملًا ملأ الأطفال القاعات الاحتفالية في محافظات دمشق، السويداء، حلب، حماه، طرطوس، حمص، الحسكة، حيث تنفذ الجمعية السورية للتنمية الاجتماعية أنشطتها، وبأصواتهم التي تبث الفرح غنوا شعار حملة التوعية بحقوق الطفل – التي امتدت على مدار شهر تشرين الثاني – "حقوقي كتيرة، بخطوة صغيرة... بملك حالي وبملكها".
تضمَّنت الحملة مجموعة متنوعة من الأنشطة، استهدفت الأطفال واليافعين ومقدِّمي الرعاية، هادفةً إلى رفع الوعي حول حقوق الطفل وأهمية حصول جميع الأطفال عليها، واختُتمت بعددٍ من الفعاليات احتفالًا بيوم الطفل العالمي.
خلال الفعاليات قدَّم الأطفال عروضًا فنية من شأنها التأكيد على حقوق الطفل المنصوص عليها في اتفاقية الأمم المتحدة لسنة 1989 وتسليط الضوء على الأسباب التي تودي بالأطفال إلى المخاطر، كالعمالة والتسرب المدرسي وحتى الجنوح – هذه الأسباب التي من أهمّها حرمان الطفل من الرعاية بشكل عام والرعاية الأسرية بشكلٍ خاص، بالإضافة إلى إهماله وتهميشه في مرحلة الطفولة وغيرها، ممَّا يؤثر سلبًا على الطفل، ثم على المجتمع ككل.
تفاعل الأطفال تفاعلًا متميزًا مع أنشطة الفعاليات وعروضها، ومن خلال مواهبهم المختلفة استطاعوا إيصال الرسالة إلى أقرانهم وإلى أهاليهم، معلِّميهم وغيرهم من الفئات التي حضرت الفعاليات، لتكون حملة وفعاليات "خطوات صغيرة" خطوة قوية نحوَ تحقيق طفولة آمنة وسليمة، وفسحة جديدة للأطفال أتاحتها الجمعية السورية للتنمية الاجتماعية بالتعاون مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين.

الحلم يصبح حقيقة

أثناء رصدنا للمجتمع المحلي بمنطقة الزاهرة التقينا السيدة ام سامر 53 سنة وهي مهجرة من شارع الثلاثين بمخيم اليرموك وتعيش مع زوجها وابنها وزوجته، بالإضافة الى ابنتها المطلقة وطفلين.
واثناء حديثنا تبين انها من أصحاب المهن الفاقدين لأدواتهم وحاجتها لحقيبة مهنة للخياطة وتم تقديم الخدمة لها بعد تعبئة الاستمارة الفنية وعرضها على لجنة القبول. ولاسيما أنها تعاني من عدم القدرة على تغطية كافة مستلزمات معيشتها وخاصة أن زوجها لا يقدر على العمل بسبب وضعه الصحي.
المفاجئة كانت في زيارة المتابعة لها حيث وجدنا أنها قد علقت لافتة تحمل عبارة خياطة وتصليح ملابس وقد بدأت الزبائن بالتوافد إليها في سكنها،
شعورها بالسعادة والامل عجزت الكلمات عن وصفه، حيث التغير والاثر على الصعيد الاجتماعي والاقتصادي كان واضحا والحالة التي تعيشها من الاستقلالية والاكتفاء الذاتي وأنها وزوجها لم يعودا يشكلان عبء على أحد وقد ازداد شعور الامل لديها مع ازدياد زبائنها سواء من الجيران أو الاقارب.
السيدة سمر تخيط طريق استقلاليتها واكتفاءها بخيطها ومهارتها.

نحن معك ، فلتكن مع نفسك

السيد م.ب  متزوج ويبلغ من العمر 35 عاماً، وهو المعيل الوحيد لعائلته المكونة من زوجته وأطفاله الثلاثة، بالإضافة إلى زوجة أخيه وأطفال أخيه الاثنين، وهو مهجر ويقطن الآن في الزاهرة بمنزل مستأجر. السيد م.ب  لم يفقد منزله فقط، بل فقد الثقة بالنفس وقد فقد إحساسه بالطمأنينة تجاه المستقبل وفقد استقلاليته، حيث اضطر للعمل صانعاً عند إحدى الورش الصغيرة بعد أن كان سيد نفسه وأحد داعمي الأسواق المحلية بمنتجاته، حيث كان يعمل بنجارة قوالب الأحذية في بيت سحم قبل أن تنال منه الظروف السائدة ويفقد ورشته وكل ما يملك بسبب التهجير.

تم رصده في منطقة الزاهرة، وبين مرض وبصيص أمل، قابلنا السيد م.ب  الذي كان يعاني من آفة دماغية تعمل على تآكل خلايا دماغه تدريجياً بالتزامن مع سنوات قهر عاشها أكلت من آماله هي أيضاً. وبعدما تم اختياره ليكون من مستفيدي برنامج المشاريع الصغيرة، خضع السيد م.ب  لدورة إدراة وتأسيس مشاريع صغيرة وقد أبدى السيد اهتماماً كبيراً وتميزاً واضحاً أثناء التدريب ، الأمر الذي جعله مؤهلاً لإدارة مشروعه. وبالفعل تمت الموافقة له على مشروع صغير يعيد له الأمل بالاستقلالية في هذه الحياة التي باتت صعبة في معظم نواحيها، وتم تأمين كافة مستلزمات المشروع ليبدأ السيد م.ب  وخلال أسبوعين بالإنتاج والطرح في السوق. ثم اتسعت رقعة عمله ليصدر إلى المحافظات الاخرى من إنتاجه أيضاً.

لم يكن التحسن اقتصادياً فقط، بينما تحسن وضعه صحياً، وأصبح قادراً على الالتزام بالجرعات الدوائية ، وبالتالي سيصبح وضعه الصحي أفضل مما كان عليه سابقاً.

وبذلك عاد الأمل وبريق الحياة في عيني السيد م.ب ، ليقول ها أنا ذا قادر على تحمل مسؤولية أطفالي ولن أخاف مجدداً في زمن لازال فيه الخير موجوداً.

أنتم جسر لعبوري

السيدة ل.ب ، مطلقة ، تبلغ من العمر 45 عاماً وهي أم لطفلين، والد الأطفال تهرب من مسؤوليته مما جعلها المعيلة الوحيدة لهم، وهي مهجرة وتقطن بمنزل مستأجر ، صبرت السيدة واجتهدت رغم ظروفها الخاصة، فكانت مثالاً على أن الإدارة إذا ما اقترنت بالأمل فلن يكون هناك مستحيل أو هزيمة.

تعرف إليها متطوعو الوصول في منطقة الزاهرة، وعرضوا عليها الامكانات التي توفرها الجمعية، فقررت حسب رغبتها وبما تحمله من خبرة أن تعمل في "نوفوتيه" صغير يخدم السيدات في منطقة ركن الدين.

خضعت لدورة إدارة المشاريع الصغيرة، تم عرضها على لجنة مختصة بحضور ممثل عن المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، فنجحت وتمت الموافقة على مشروعها (محل لبيع الألبسة الداخلية وبعض مستلزمات النساء) ليدخل حيز التنفيذ : من استئجار مكان مناسب وشراء المستلزمات، ليصار المشروع بمرحلة الانتهاء بالتزامن مع عيد الفطر (22/6/2017م.).

كانت السدة ل.ب امرأة بغاية النشاط، لا تعرف التردد، متحمسة للغاية ومتفائلة بأن القادم أجمل، بدأت العمل في محلها الصغير دون توقف. وزادت عدد ساعات عملها لوقت متأخر من الليل.

تمت متابعتها في المحل عدة مرات وقد لوحظ اجتهادها وسرعة تأقلمها مع الزبائن، إضافة إلى الأثر الجلي لعملها في المشروع على حياتها، على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي، وحتى على مظهرها الخارجي، وأيضاً ابتسامتها التي باتت لا تفارق وجهها، وقد عبرت هي عن ذلك قائلة:

العمل ساعدني كثيراً بالتعرف على فئات عديدة من كافة الطبقات والانخراط بالمجتمع وتحمل المسؤولية والشعور بالاكتفاء الذاتي وقدرتي على تلبية الحاجات الأساسية للمنزل ومساعدة أبنائي في دراستهم، والأهم من هذا كله قدرتي على تسديد ديوني التي كانت حملاً ثقيلاً علي. التعامل مع السيدات شيء جميل، حتى أنني غيرت من طريقة لباسي ومظهري الخارجي لأن العمل أضاف إليّ حياة اجتماعية جديدة تتطلب بأن أبدو دائماً بمظهر لائق.

كل ذلك جعل مني إنسانة سعيدة بحياتها، وأصبحت أكثر قدرة على التعامل مع صعوبات الحياة.

إن هذا المشروع الصغير كان بمثابة بوابة أمل وجسراً عبرت من خلاله السيدة إلى الاستقلالية والتماس سبل الحياة الكريمة والاندماج بالمجتمع. هكذا هي الحياة في زمن الشدة، من قلب الصعوبات نخلق الأمل.

Subscribe to دمشق