الرئيسية

ريف دمشق

لقيت حالي

مع التقدّم في العمر يصبح العثور على عمل أصعب ممّا هو عليه، فماذا يفعل مَن كان لديه كل شيء وفقده لسبب أو لآخر.
هذا تماماً ما حصل مع خ. ر. البالغ من العمر 58 سنة، والذي تهجّر مع زوجته وعائلته من القلمون – فليطة.

فقد منزله وورشته، وسكن في منزل أهل زوجته في جرمانا- بريف دمشق.
عَرِف من متطوعي الوصول عن الخدمات التي تقدمها الجمعية السورية للتنمية الاجتماعية، جاء إلى المركز المجتمعي في جرمانا وقام بالتسجيل على مشروع صغير لبيع المواد والأدوات الكهربائية، يتضمن المشروع حصوله على بعض الأدوات والآلات التي تمكّنه من القيام بالإصلاحات الكهربائية في حال طُلِب منه ذلك.
خضع لتدريب ريادة الأعمال وكان من المستفيدين المميزين بحضوره ومشاركته الفعالة، وظهرت خبرته الكبيرة في أمور التمديدات الكهربائية، وفي مجال البيع والشراء والتعامل مع الزبائن، تمت مقابلته بعد ذلك وحصل على الموافقة لمنحه المشروع، بحضور مسؤولة سبل العيش في المفوضية السامية لشؤون اللاجئين ومسؤولة المشاريع الصغيرة في الجمعية.
وعند قيامنا بزيارة متابعة له في المحل، تفاجأنا بأنه قام بشراء بعض المواد الغذائية المعلبة وأدوات التنظيف، لتوسيع العمل وتأمين متطلبات الشارع الذي يقطن فيه.

وعبر بقوله:
"من لما فتحت المحل وأنا عم أدعيلكن، عم تجيني ورشات تمديد كهرباء أو تصليحات بسيطة، وعلّمت مرتي عالبيع وكتبتلها أسعار المواد، اشتريت بعض مواد التنظيف والمعلبات الغذائية وصرت لبي احتياجات الحارة كلها، وصرت قادر ادفع أجار البيت، وأهم شي ما حس أني عاجز وأني كبرت ومافيني اشتغل ".

 
الإحساس بالعجز أصعب من العجز ذاته لأنه يمنع الانسان من ممارسة الأمور الروتينية التي يقوم بها عادةً، لذا توجّب علينا إيجاد أنفسنا، والبحث المستمر عن الأشياء التي تجعلنا نبقى فاعلين في المجتمع.

 

تغيير جذري

"طلعت من جسرين مامعي شي.. طلعت انا وعيلتي وبس... وكنت إنسان فاقد الأمل" هكذا بدأ السيد هـ.ت .حديثه لإخبارنا قصته منذ البداية


السيد هـ.ت .البالغ من العمر 39 عاماً، خرج من جسرين هو وزوجته وابنته الصغيرة ليجد نفسه في مركز للإيواء، وعندما سُمِح َ لهم بالخروج لم يجد مكاناً يستضيفه سوى منزل عائلة زوجته في جرمانا – ريف دمشق.
وبدأ رحلة البحث عن عمل بعد أن كان يمتلك ورشة لتفصيل وتنجيد المفروشات،
عمل في إحدى الورشات، وكان يساعد في مصروف المنزل من أجار وطعام ومستلزمات لطفلته الصغيرة


تعرف على الجمعية عن طريق زوجته التي كانت تأتي لجلسات دعم نفسي في مركزنا، وكانت تشكو من وضع زوجها ومشاكلها معه.
تمت دعوته إلى مركزنا، وبعد مقابلته تم تحويله إلى ملف المشاريع الصغيرة في الجمعية السورية للتنمية الاجتماعية من مدير حالة الدعم النفسي الاجتماعي.


خضع لتدريب على ريادة الأعمال وكان مثال الانسان الخلوق والمُجدّ والمسؤول ،وبعد التدريب تمت مقابلته ومنحه المشروع


بعد مرور عدة أشهر، واعتماداً على زياراتنا المتكررة لمتابعة عمله في الورشة، أخبرنا أنه استقرّ مع عائلته في منزل مستقل، كما أخبرنا أنه تعاقد مع بعض المهندسين، ويقوم بتفصيل مفروشات للمطاعم والصالات وعبر  بقوله :
"انقلبت حياتي 180 درجة.. بعد ماكنت فاقد الامل من امتلاك ورشة مرة تانية صار عندي ورشة ورح ارجع اقوى من قبل، صار عندي أمل ارجع ع بلدتي وعمّر بيتي، طلعت من تحت الصفر وعم اتنفس من جديد، هلأ عم اطمح لوسع وكبّر الورشة، خفت مشاكلي مع زوجتي يلي بعرف انو كان سببها أنا، وقلة الدخل والشغل ".

وهكذا يكون السيد هـ.ت. بسعيه الدؤوب للعمل والنجاح والقليل من الدعم المادي قد غيّر حياته تغييراً جذرياً لم يكن يتوقعه بل ولم يتخيل أن يحدث معه حتى.

 

Subscribe to ريف دمشق