الرئيسية

استعادة طفولة ضائعة

قد يمر الإنسان بظروف أو منعطفات تغيّر مجرى حياته بشكل غير مخطط له مسبقاً، يؤدي إلى حرمانه من أبسط الحقوق ومنها التعليم. ربما تكون ظروف الحرب وربما الجهل والعادات والتقاليد المقيِّدة له، قد يكون قادراً على تخطي هذه الظروف بوجود أهل لديهم الوعي الكافي والإصرار على تعليمه وتوعيته، وفي حال عدم كفاءة الأهل لا بد من وجود بديل داعم توعوي قادر على تحقيق ذلك وخاصة لمرحلة الطفولة والتي هي بأمس الحاجة لذلك. وكانت الجمعية السورية للتنمية الاجتماعية هي العامل الداعم من خلال برنامج الدعم التعليمي الذي تتضمنه.


الطفلة ع/ع/م / أحد الأطفال المتضررين من تلك الظروف تبلغ من العمر 11 سنة، تعيش ضمن أسرة فقيرة تقطن في شقة غير مكتملة الإكساء في منطقة دف الصخر، جرمانا.

 اضطروا للنزوح أربع مرات ما بين ريف حلب، وزملكا بمنطقة الغوطة، وداريا، حيث فقدت أختها جراء الحرب، ومن ثم انتقلت إلى حلب إلى أن استقروا بمدينة جرمانا.

 انعكس عدم الاستقرار سلباً على نفسية الطفلة فأصبحت منغلقة خجولة غير قادرة على التحدث أو القيام بأي نشاط لكثرة الخيبات التي صادفتها.
لم تدخل الطفلة المدرسة بسبب النزوح المتكرر وعدم إدراك الأهل لأهمية العلم والتعليم.

خلال عمليات الرصد التي قام بها متطوعو الوصول التقينا الطفلة وأرشدناهم إلى الجمعية وأنشطتها، ودخلت الطفلة فعلاً ضمن برنامج (المتسربين).
خلال البرنامج عملنا على إعادة ثقة الطفلة بنفسها وبالمجتمع المحيط بها عن طرق إشراكها بنشاطات البرنامج ، وقمنا بتأسيسها حتى غدت قادرة على القراءة والكتابة والتعلم كأقرانها من الأطفال بعمرها، وهي الآن تستعد للالتحاق بصفوف التعليم المدرسي فئة (ب) من خلال التنسيق بين الجمعية والأهل والمدرسة .
في نهاية المطاف نجحنا في دمج طفلتنا الضائعة في المجتمع لتمارس حياتها العلمية والعملية بعيداً عن شبح الخوف والجهل
وعبرت الطفلة وأهلها عن امتنانهم لجهد الجمعية بقولهم : " أنتم أعدتم لابنتنا حياتها وأعدتم لها الطفولة والبهجة."