الزواج المبكر من القضايا التي تفرض نفسها بقوة في مجتمعنا، الذي ما زال يحوي الكثير من العائلات ممن يقومون بتزويج بناتهن في سن مبكر، إما بسبب عادات وتقاليد موروثة، أو لأسباب اقتصادية واجتماعية، انطلاقاً من ذلك وللحد من هذه الظاهر، نفذّ فريق الجمعية السورية للتنمية الاجتماعية بالتعاون مع المفوضية السامية لهيئة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، حملة بعنوان " ولد بربي ولد " ضمن برنامج العنف القائم على النوع الاجتماعي – مركز الحصن المجتمعي – الحصن، حمص.

استهدفت الحملة فئة السيدات والرجال واليافعين واليافعات من المجتمعين المحلي والوافد، بالإضافة إلى الأهالي العائدين حديثاً.

تضمنت الحملة مشاركة فعالة ليافعي نادي حماية الطفولة، الذين قدموا مسرحيات صامتة معبرة، بهدف رفع الوعي بالآثار السلبية للزواج المبكر، باعتباره شكل من أشكال العنف ضد الفتيات، لما يحملهن مسؤوليات كبيرة في وقت يكن فيه غير مؤهلات نفسياً ولا جسدياً لتحمل التبعات.

تفاعل الحضور بشكل إجابي خلال الحملة مؤكدين على المبادئ المهمة التي قدمتها، وشاركتنا إحدى اليافعات برسالتها في ختام الحملة بقولها:" بعدو جسمنا صغير.. ما منقدر نتحمل هيك مسؤولية."

وأضاف أحد الآباء المشاركين:" حرام نزوج أطفالنا بعمر صغير، العمر الصح هوي 25 سنة للبنات و30 سنة للشباب، حرام ولد يتجوز ولد ويربي ولد."

بهدف مساعدة السيدات وتطوير قدراتهن في مهنة الخياطة لتمكينهن من دخول سوق العمل وبدء مشروعهن الخاص، نفّذ فريق الجمعية السورية للتنمية الاجتماعية بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة لسكان، تدريب مهني للخياطة ضمن برنامج التدريب المهني والعنف القائم على النوع الاجتماعي - مركز أمان – تلكلخ، حمص.

استهدف التدريب السيدات من المجتمعين المحلي والوافد، وقد كان استجابةً لطلب السيدات بسبب انعدام مشاغل الخياطة في المنطقة، بالإضافة لغلاء الأسعار الجاهزة.

خلال التدريب تعلمت السيدات على أساسيات الخياطة وطرق تفصيل الملابس، أيضاً تدريبهن على استخدام آلة الخياطة، بالإضافة إلى طرق رسم المخطط الأساسي للعديد من أنواع الألبسة وتنفيذها على قطع قماش صغيرة.

اختتم التدريب بتوزيع قطع قماش لجميع المشاركات ليقمن بتفصيل لباس من اخيارهن وعلى قياسهن.

تفاعلت السيدات مع التدريب وعبرت إحداهن بقولها:" من أنا وصغير كنت كتير حب فصل تياب للعبتي، وكنت أتمنى أدرس فنون لحتى أتعلم أصول الخياطة، بس أبي ما قدر يدرسني لأن بتكلف كتير.. هلئ أنا ممتنة للجمعية السورية لأنها ساعدتني حقق حلمي."

كما عبرت أخرى:" أنا من زمان عندي ماكينة خياطة وكنت استخدما بس لفصل لولادي، بس هلئ صار فيني وسع شغلي وفصل للعالم وطلع مصروف بيتي."