الرئيسية

حماية الطفولة

فعالية (معاً لبناء جيل واعد)-المركز الثقافي العربي كفرسوسة

نفّذ فريق الجمعيّة السّوريّة للتّنمية الاجتماعيّة بالتّعاون مع مديريّة الصّحة في دمشق ومركز العيادات الشاملة (قسم السّكري ) فعاّلية (معاً لبناء جيل واعد) في المركز الثّقافي العربي في كفرسوسة.


جاءت الفعّاليّة كختام لسلسلة من الأنشطة الّتي نُفّذت في مركز (لمعة دهب) في الزّاهرة، لمدّة شهرين، وجمعت أطفال المجتمع المحلّي مع أقرانهم من مرضى السّكّري.


تضمّنت الفعّاليّة مجموعة من الفقرات الّتي قدّمها الأطفال من عرض مسرحي، كورال، فقرة راقصة، عرض تايكوندو، تفاعل معها الجمهور المكوّن من مقدّمي الرّعاية والمجتمع المحلّي، بالإضافة إلى مديرة صحّة دمشق، ومجموعة من الأطباء العاملين في وزارة الصحة.


عبّرت إحدى مقدّمات الرّعاية عن رأيها بالفعّاليّة قائلةً: كتير مبسوطة بابني إنه طلع على المسرح بكل جرأة وحكى عن المعاناة يلي بيمر فيها طفل السكري والمشاكل اللي بتواجهه كل يوم، وشكراً على الفرصة يلي قدمتوله ايّاها.

 

مزيد من الصور

الموسيقى غذاء الروح - درعا -إزرع

بعد عمل استمرَ أقل من شهرين في مركز "غصن" الجديد في مدينة إزرع -درعا، بادرت مجموعة من اليافعين الذين حضَروا عدّة أنشطة سابقة، بعرض اقتراحهم وهو أن ينفذوا نشاط موسيقي بمناسبة عيد الفطر وحلول فصل الصيف،

لقي اقتراحهم كل الترحيب من متطوعي وإدارة المركز، الذي يعتبر مازال في بداية مشواره في العمل المجتمعي.

سُرَّ اليافعون بالمركز، كمساحة متاحة ليتدربوا على الأغاني التي ستعزف وتغنى في النشاط، وعبروا عن افتقادهم لمساحات مشابهة في المنطقة ترعى الشباب واليافعين وتفتح الفرصة لهم لممارسة وتطوير هواياتهم ومواهبهم.

تم تنفيذ النشاط في 6-1-2019 بقيادة كاملة من مجموعة اليافعين وبدعم لوجستي من متطوعي المركز، والذي هو ثمرة التعاون الأولى بين الجمعية السورية للتنمية الاجتماعية والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين في مدينة إزرع.

 

قنديل من ربيع

ربيع طفل في الثالثة عشرة من العمر يعيش مع أفراد أسرته البسيطة في رأس النبع في مدينة بانياس من بيئة اجتماعية فقيرة يعمل فيها رب الاسرة بأعمال البناء بينما الأم فهي ربة منزل.


ولد ربيع كفيف البصر بعيد عن ابسط وسائل التواصل والتعليم بسبب غياب المعرفة لدى الأهل عن أمكانية التحاق ربيع بالمدرسة غير ان فريق الوصول الخارجي استطاع اكتشاف حالة الطفل الكفيف وتم تعريفهم ببرامج الجمعية وخصوصا ما يتعلق بالمكفوفين منها حيث أبدى أهل ربيع الرغبة في الحصول على الفائدة من زيارة المركز المجتمعي في بيت الياسمين.


تم دعوة الطفل وأمه لحضور إحدى جلسات الجمعية الخاصة بتنشيط المكفوفين وعندما قام ربيع بزيارته الأولى للمركز برفقة أمه تم دراسة الحالة من قبل ادارة الحالة في بيت الياسمين بحضور الميسرين للجلسات.


وبعد تقييم الاحتياج، قام فريق إدارة الحالة بضم ربيع إلى مجموعة الصداقة الخاصة بالأطفال المكفوفين.
في تلك الزيارة تعرف ربيع وأمه على آلة برايل الخاصة بالكتابة والقراءة لكل كفيف كما تعرفوا على الأنشطة المنفذة في المركز والتي تستهدف تنمية الشخصية لدى الكفيف بشكل يسمح له التفاعل مع المجتمع المحيط به وهذا ما شجع الطفل على الالتزام بمجموعة الصداقة التي استضافته في بيت الياسمين.


في البداية لاحظ الميسرون أن الطفل لديه حالة من التردد والخوف وذلك من خلال التحدث بصوت خافت مرتجف ورفض أي طلب يوجه إليه كذلك من خلال المشي بانحناء وارتباك وتردد في الخطوات لذا بدأ الميسرون بتنشيط ربيع وتأهيله للتفاعل بثقة عبر تطبيق ألعاب تنمي المهارة الشخصية وتمنحه الجرأة.


وبعد مضي بعض الوقت، تمكن الطفل من التفاعل مع الميسر بشكل تدريجي وأخذ يبدي استجابة لطلبات الميسر الخاصة بتنفيذ النشاط تم تعريف ربيع بالجهات والتحرك في غرفة النشاط بحسب الجهة التي يطلب منه التحرك بها وذلك من خلال استخدام موسيقا تحرك بالاتجاه المطلوب بعد مضي شهر نفذ الميسرون للطفل نشاطا رياضيا بهدف تعزيز الثقة لديه عبر المشي باستقامة واستخدام الجهات بشكل سريع وتقوية الجرأة على الخطوات السريعة وذلك عبر نقاط ارتكاز كالحبال أو جدران الغرفة.


خلال الشهر الثاني بدأ الميسرون تعريف الطفل ربيع بنظام برايل للكتابة والقراءة حيث حضرت أمه الجلسة بهدف المساعدة في استجابة ربيع لذلك تم التعريف بخلية برايل.


تمكن ربيع بمساعدة الميسرين وتعاون أمه من حفظ أرقام الحروف بشكل ممتاز اتضح عبر الاختبار الذي أجري له في كل جلسة من الجلسات المخصصة لتعلم أحرف برايل.


وفي كل جلسة كان الميسرون يجرون المناظرة بين المستفيدين بحيث يسأل كل واحد صديقه عن حرف ثم يجيب الصديق بأرقام الحرف الذي سئل عنه ثم يدقق السائل لصديقه وهذا أعطى ربيع فرصة بتنمية شخصيته بشكل أكبر عند شعوره بالتفوق على أصدقائه كما أنه تلقى دورة في الحساب الذهني باستخدام المعداد ضمن برنامج التنمية الفكرية من خلال إجراء عمليات حسابية بلمس المعداد ومعرفة تواجد الخرزات أحب الفكرة كثيرا لأنه فيها نوع من المنافسة مع رفاقه المكفوفين وخلق بالإضافة إلى تجربة برايل نوع من الحماسة في إجراء عمليات حسابية ذهنية بسرعة تم الاهتمام معه وتطويره بشكل متكرر حتى أصبح يجري الحساب الذهني بدون المعداد من خلال الخيال.


أدى ذلك إلى إدخال حالة من الفرح والأمل بحياته فهو يفرح كثيرا في كل عملية حسابية يجريها وخاصة عندما يكون الجواب صحيح مما خلق نوع من الثقة بالنفس وزادت قدراته الدماغية بعد أن كان بطيء ويعاني من بقائه لوحده مع والدته في المنزل فهو خرج من ظلمة الحياة إلى النور بنشاطاته ومهاراته التي بدأت تتطور شيئا فشيئا.


والجدير بالذكر أن ربيع لم يتخلف عن أي جلسة من جلسات المركز منذ زيارته الأولى بل على العكس كان يتصل أذا تأخر باص النقل عن اصطحابه للمركز. كذلك أبدى رغبة في متابعة تعليمة وتحقيق حلمه بالحصول على شهادة التعليم الأساسي. كما أنه انتقل من مرحلة التردد والخوف إلى النشاط والتفاعل بحيث صار يحكي في كل جلسة حكاية أو يقرأ بصوت واضح.


"ربيع " طفل لم تسمح له الظروف أن يمارس حق التعليم رغم امتلاك قدرات كامنة لكن فريق الجمعية السورية للتنمية الاجتماعية "بيت الياسمين" تمكن أن يعيد له الامل بمستقبل مشرق من خلال ما تلقاه من الفائدة والتأهيل.


الميسرون: ممدوح ابراهيم ديبو + غنوة الشمالي + نيرمين صيوح + ابراهيم مسلم + فتاة محمد

فعالية سوا مشينا

انطلاقا من مفهوم " لكل بداية نهاية " وضرورة العمل على تقبل المستفيدين لفكرة إغلاق مراكز الجمعية، وضمن إطار خطة الاغلاق في المساحة الصديقة للطفولة في مركز المحطة للرعاية المؤقتة، نفذ فريق الجمعية السورية للتنمية الاجتماعية بالتشارك مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة وتحت رعاية وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل فعالية " سوا مشينا " التي كانت الفعالية الختامية لمركز المحطة.


تضمنت الفعالية عروض وفقرات متنوعة هادفة (عزف للفرقة النحاسية - عمل مسرحي - فقرات رقص تعبيري وغربي - حساب ذهني -فقرات غنائية) قدم الفقرات أكثر من 100 طفل من أطفال المركز.


واستكمالاً لخطة الاغلاق تم تنفيذ جلسات وأنشطة للأطفال تؤكد على أهمية التأقلم والتكيف وتقبل التغيير في حياتهم، واختتمت الأنشطة والجلسات بتوزيع شهادات شكر وتقدير للأطفال على اجتهادهم وتميزهم في أنشطة وفعاليات المركز.


حيث عبر الأطفال بقولهم:
" تدربنا وتعبنا كتير .... بس اليوم نحن فخورين أنو قدمنا أفضل ما عنا ووصلنا رسالتنا لكل المجتمع".
" تعلمنا من بداية وجودنا بالمركز أنو التعاون هوا أساس نجاح أي عمل وهادا الشي الي شفنا بالفعالية اليوم".
" بلشنا نتأقلم ونتقبل فكرة أنو مشوارنا مع بعض رح يخلص، بس رح نوعدكن أنو رح نكون ناجحين ومتميزين بكل شيء"

 

تدريب على التدخل النفس-اجتماعي من خلال الدمى

تم تنفيذ تدريب على التدخل النفس-اجتماعي من خلال الدمى في مصياف بتاريخ 01/05/2019. استهدف التدريب 25 متدربًا، يعمل أغلبهم مع الأطفال واليافعين.


هدف التدريب إلى نشر مجموعة من الألعاب المسرحية وأساليب الدراما التطبيقية ونماذجها. وبشكل أكثر تحديدًا، اختيرت الألعاب والأساليب التي تخدم فئة اليافعين لمساعدتهم على إعادة صياغة الذاكرة وتجارب الماضي، ولفتح فرصة لهم للبحث ولإيجاد حلول ممكنة للمشكلات الراهنة.


اختبر المتدربون التمارين والألعاب المسرحية اختبارًا تطبيقيًّا في مساحة آمنة، مما سيمكنهم من فهم المسار الذي سيخوضه اليافع في أثناء تنفيذهم للتدخل. وبالإضافة إلى الجانب العملي، رُكز على الجانب النظري الذي تُبنى على أساسه هذه التمارين والذي يتلخص بالمراحل الخمس لنموذج جلسات العلاج بالدراما، نموذج الحلقة المركبة، نموذج التطور والنمو EPR (تجسيد، إسقاط، لعب دور).

 

لنسير من أجل التنمية والسلام

انطلاقا من أهمية الرياضة على أصعدة التنمية الجسدية والنفسية والاجتماعية للمستفيدين، ودور الرياضة في سمو الأخلاق وتعزيز قيم السلام في نفوس المستفيدين.
وإيمانا منا بتعزيز دور الرياضة في حياة المستفيدين، وبمناسبة اليوم العالمي للرياضة من أجل التنمية والسلام، أقامت الجمعية السورية للتنمية الاجتماعية بالتشارك مع المفوضية السامية للأمم التحدة لشؤون اللاجئين، فعالية نسير من أجل التنمية والسلام.

Image removed.


تضمنت الفعالية مسير السلام في محيط قلعة حلب الاثرية، ثم مهرجان رياضي على مدرج قلعة حلب، وشمل المهرجان عزف للفرقة النحاسية، وفقرات رياضية لأطفال ذوي احتياجات خاصة، وفقرة عرض تايكواندو، وفقرات رقص جماعي، وفقرة عرض ملاكمة، وفقرة كورال الجمعية، وفقرة تكريم للفرق التي فازت بدوريات كرة القدم والسلة من الذكور والإناث.

Image removed.


بلغ عدد مستفيدي الفعالية 1500 شخص، منهم 300 طفل ذوي احتياج خاص وذويهم، و1000 مستفيد من عمر 12-18 سنة، ذكور وإناث، و200 ميسر وموظف من كادر الجمعية.
وعبر العديد من المستفيدين بما يلي:
• شفت عروض كتير حلوة ومواهب رائعة والأطفال يلي عم تعرض مدربة منيح ...هي أول مرة بشوف متل هيك عروض عالواقع
• كتير حسيت بشعور حلو لما طلعنا تكرمنا عالمسرح ولبسنا ميداليات لأن ربحنا بدوري كرة القدم
• كانت الفعالية كتير حلوة وبمكان حلو ومنظمة، بتمنى نرجع نعمل هيك فعالية، ونقدر نشارك بأكثر من عرض، هي أول مرة بزور القلعة
• تعلمنا روح العمل ضمن الفريق والانضباط والأمل من خلال المحاولة دائما بعزيمة وقوة لنوصل لهدفنا..
• اكتسبنا مهارات جديدة بالمباريات.. ولما فازوا رفقاتنا من الفريق الثاني بالمباراة النهائية وتكرموا ع مسرح القلعة فرحنا لهم من كل قلبنا كأن فريقنا هو اللي فاز.
• عرفنا فائدة الرياضة ورح أخصص وقت بعطلة الصيف للرياضة لأن العقل السليم في الجسم السليم.

 

مزيد من الصور

 

حملة مدرستي صديقتي

انطلاقا من ملاحظة انتشار العنف المدرسي بكثرة ضمن مدارس المجتمع المحلي، قمنا بنشاط مشترك بين المعلمين واليافعين، كان الهدف منه خلق مساحة من المشاركة والترفيه بين الطرفين وتعزيز العلاقات بينهم، بعيداً عن الإطار التقليدي الذي يحدد طبيعة علاقتهما ببعضهما في المدرسة (الطالب والأستاذ). وقد شارك في النشاط عشرون معلمة واثنا عشر يافعاً.
كان لهذا النشاط آثار واضحة، حيث تعرف اليافعون على معلميهم بشكل مختلف، ولوحظ الانسجام بين بعض الطلاب والمعلمين خلال الألعاب.
وقد عبّر بعض الأطفال: "انا ماكنت متوقع يجي هاليوم والعب مع استاذي يلي دايما بحسو معصب".
وعبر آخر: "ما توقعت شوف معلمتي يلي درستني بالصف الثالث بالنشاط اليوم، شكرا كتير الكن على هالفرصة يلي خليتوني التقي فيها"
تعرّف اليافعون خلال النشاط على معاناة المعلم وسط الضجة التي تحصل والعدد الكبير الموجود ضمن المدارس، حيث يصل عدد الأطفال في الصف الدراسي إلى الستين طفلاً، مما يشكل صعوبة حقيقية للمعلمين، خاصة مع عدم وجود كادر تدريسي مؤهل. ومن خلال اللعبة الترفيهية تم توجيه رسالة حول أهمية ثقة الطالب بإرشادات المعلم والتزامه بتطبيقها ومدى تأثيره على مستقبل الطلاب.
قالت إحدى المعلمات: "عندما أساعد الطالب على الإحساس بالحب والأمان، فهو سيحب المدرسة، لان الطفل شتلة تنمو وتترعرع بمساعدة المعلمين كونهم فئة مؤثرة بحياة الطفل"

حملة رفع الوعي حول مخاطر العنف المدرسي

بعد ملاحظة ورصد مدير حالة حماية الطفولة في المركز وأطفال نادي الحماية لظاهرة العنف المدرسي بكثرة ضمن المجتمع، وانطلاقاً من أهميّة حماية الطفل وحصولهِ على حقّه في تعليم خالٍ من العنف، قام فريق حماية الطفولة في مركز فرح بمنطقة عدرة الصناعية بجلسة توعية مع فئة المعلمين ضمن حملة (مدرستي صديقتي) بتاريخ 26/3/2019 بلغ عدد المستفيدين 22 معلمة.


هدفت الجلسة إلى رفع الوعي بمخاطر العنف المدرسي وما ينتج عنه من آثار ومخاطر على الطفل، حيث استخدمنا مجموعة من الأدوات (لعبة جماعية -عصف ذهني -نقاش وحوار -عرض صور)، تفاعل المعلمين مع هذه الأدوات وأبدوا استجابة من خلال ذكر بعض المواقف التي تعرضوا لها من قبل معلميهم، في طفولتهم، وتركت أثراً سلبياً فيهم، فقد قالت إحدى المعلمات "المواقف التي أثرت فييّ سلباً لازم اعرف من حالي أنو ما عيدا مع الأطفال"


وذكر المعلمون بعض الحلول التي يمكن استخدامها عوضاً عن العنف المدرسي بنوعيه اللفظي والجسدي (التواصل مع الطفل بطريقة صحيحة ومناسبة لعمره، توجيه طاقة الطفل للأعمال الإيجابية والمفيدة)، وأكدوا على أهمية هذه اللقاءات بشكل دوري لما لها من دور في التعرف أكثر على مخاطر حماية الطفل، ولتعزيز أهمية النقاش والحوار الفعّال للبحث عن بدائل، وأبدوا استعدادهم للقاء مع الأهالي خلال الشهر القادم ضمن جلسات الحملة.


ومن الجدير بالذكر أنه أثناء التخطيط للحملة وخلال التواصل مع الكادر التعليمي في المنطقة عارض جزء كبير من المدرسين فكرة الحملة، واعتبروها اتهاماً لهم، باعتبار أنهم من يمارسون العنف، لكن الفريق تمكنّ، من ضمّ المعلمين لصفهم في المواجهة والتصدي للعنف المنتشر، وذلك بعد عدة زيارات للمدارس ضمن المجتمع المحلي. فقد تمّ شرح فكرة الحملة والحاجة لها، وتوضيح أهمية دور المعلمين في الحد من هذه الظاهرة، والبحث عن بدائل لها، باعتبارهم بُناة أساسيين لمستقبل الأطفال.

بالأمل أعمّر بيتاً لا يتهدّم

حسن الّذي يبلغ من العمر 15 عاماً، فقد والدَيه، وتهجّر من بيتِه، من الحضنِ الّذي حملهُ، بل ومن حلب، مدينته الّتي ولدَ وعاشَ طفولته وحياته فيها، ولأنَّ الحرب لا ترحمُ أحداً نزحَ برفقة إخوته الصّغار ومع أخيه الكبير وزوجِه وأبنائه إلى ضواحي دمشق، ليسكنوا جميعاً في إحدى شركات منطقة عدرة الصّناعيّة.
وصل حسن إلى دمشق بلا أمل، بلا أبوين، وبلا قدرةٍ على متابعة الدّراسة، إذ لا أوراق ثبوتيّة لديه. توجّب أيضاً عليه مساعدة أخيه الكبير في إعالة الأسرة تحت وطأة الظّروف المعيشيّة الصّعبة، وغلاء الأسعار.
اضطرّ حسن للعملِ أجيراً لدى ميكانيكيّ سيّارات، في بيئةِ عملٍ تحمل الكثير من المخاطر على يافعٍ مثله، وعندما تعرّف على مركز فرح المجتمعيّ، من خلال أنشطة ملفّ حماية الطّفولة، لجأ إلى المركز حيثُ وجدَ الآذان الصّاغية والقلوب المفتوحة.
التقت مديرة حالة حماية الطّفل بحسن، وبعد عدّة جلسات نمت الثّقة بين الطّرفين. وحكى حسنُ عن وضعه في العمل قائلاً:
" أنا بتعرّض للعنف، للضّرب وللحكي المؤذي والإهانة من صاحب المحل يلي بشتغل فيه، بس ما بقدر إترك الشغل لأني بحاجة المصاري لعيش مرتاح أنا وإخواتي الصغار".
وضعت مديرة الحالة خطّة التّدخل المناسبة بالاشتراك مع حسن، وبناءً عليها أحالتهُ وعائلته إلى البرنامج القانونيّ في الأمانة السّوريّة للتّنمية للحصول على بدل ضائع لدفتر العائلة، وعلى أوراق ثبوتيّة. كما أحالته إلى برنامج صديق، وحملات حماية الطّفل. وبناءً على رغبته الكبيرةٍ في متابعة الدّراسة وغياب الوقت اللازم لتحصيل حقّه في التّعليم، أحالته أيضاً إلى جلسات التّعويض المنهجي ضمن البرنامج التّعليمي في المركز.
وأثناء ذلك كلّه تابعت مديرة الحالة تحسّن وضع حسن، والتقت بأخيه الكبير للمساهمة في إيجاد حلولٍ لمشكلة العمل وغيرها.
بعد مدّةٍ من العمل الدؤوب لتلبية احتياجات حسن، والسّعي المدروس للحدّ من المخاطر الّتي يتعرّض لها، وبعد مدّةٍ من اندماجه في البرامج، الجلسات والأنشطة الّتي أُحيل إليها، تغيّرت حياة حسن نحو الأفضل، صارت الابتسامةُ على وجههِ أصفى، والأملُ في سلوكه وكلماته أوضح.
امتلك حسن أوراقاً ثبوتيّة، صار لديه أصدقاءُ، لم يعد يعاني من مخاطر العمل في محلّ الميكانيك، إذ انتقل إلى العمل في صالون حلاقة رجّاليّ، حيث بيئة العمل أقلّ خطورة على صحّته ونموّه الجسدي والنّفسيّ، صار مستوى حسن الدّراسيّ أفضل، وقد عبّر عن كلّ ذلك قائلاً:
" أنا اليوم لقيت حالي وصرت عارف منيح شو لازم إعمل وكيف لازم كمّل حياتي، أنا عم إدرس هلق ورح قدّم على فحص التّاسع بآخر السنة، صار عندي رفقات وعم إشتغل شغل منيح ومناسب وعم إتعلم منه مهنة إقدر طالع منها مصروفي ومصروف إخواتي"
لم يسترجع حسن بيته، لكنّ الجمعيّة ساعدته ليسترجع حقّ التّعلم والمشاركة، الكرامة، والأمل، وبها يمكنه يوماً ما أن يعمّر بيتاً لا يتهدّم.

جلسة توعية ضمن حملة "حب ودفا"

بالرجوع إلى ملاحظات مدير الحالة في منطقة الهامة، ورصد أطفال نادي حماية الطفولة، حول انخفاض وعي المجتمع لمخاطر الإهمال والآثار السلبية التي يخلفها على نفسية الطفل وسلوكه، وبهدف توعية مقدمي الرعاية حول الخصائص النمائية للطفل وحاجاته في كل مرحلة، قمنا بدعوة مقدمي الرعاية لحضور نشاط ضمن مركز السلام المجتمعي في الهامة/ريف دمشق، بتاريخ 17/3/2019، تمت خلاله مناقشة المخاطر التي يمكن أن يتعرض لها الطفل في حال إهماله، وبعض النتائج الأكثر شيوعا في مجتمعاتنا كالتسول، التسرب، التدخين والجنوح إضافة إلى الآثار النفسية الكثيرة
تحدثت المستفيدات خلال النشاط ، والبالغ عددهن 25 سيدة، عن المشكلات التي تواجهنها مع أطفالهنّ، وقد قمنا بتوضيح ضرورة التوجه للأخصائية النفسية في حال رغبتهن في الحصول على الدعم المتخصص، وهذا فعلا ما قامت به بعض السيدات في نهاية الجلسة.

Subscribe to حماية الطفولة