بسبب انتشار ظاهرة التسرب المدرسي المترافقة مع العمالة غالباً، نفّذ فريق الجمعية السورية للتنمية الاجتماعية بالتعاون مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، حملة توعية بعنوان " العودة للمدرسة ومخاطر العمالة " ضمن برنامج حماية الطفولة في مركز بيت السلام – الهامة، ريف دمشق.
نفّذت الحملة بعد ملاحظة متطوعو الوصول لانتشار ظاهر التسرب من المدارس، حيث قام الأطفال من نادي حماية الطفولة بزيارة المنطقة والتجول بين محلاتها، موجهين عدد من الرسائل إلى أرباب العمل، وأصحاب المهن، تضمن الإضاءة على حقول الأطفال، والتأكيد على مسؤولية أرباب العمل في حمايتهم، واختيار أعمال مناسبة لهم، وعدم إجهادهم واستغلال حاجاتهم للعمل، بالإضافة إلى إقناعهم للعودة إلى المدرسة.
رحب أصحاب المهن بأطفال النادي، وأبدوا اهتماماً ملحوظاً بالرسائل الموجهة لهم، مؤكدين على أهمية دعمهم للأطفال الذين يحملون مسؤولية مجتمعهم وقادرين على إيصال صوت أقرانهم والتعبير عن احتياجاتهم.
تفاعل صاحب مهنة البلور والألمنيوم مع الحملة، وقد أخبرنا أنه يقوم بتشغيل الأطفال ضمن مهنته، وأنه يحرص على عدم إجهاد الأطفال، ويمنعهم من حمل القطع الكبيرة من الزجاج التي يمكن أن تعرضهم للخطر، وأنه سيحرص على ذلك أكثر في المستقبل، بعد أن أكد له أطفال النادي خطورة حمل ألواح الزجاج مهما كان حجمها.
وأيضا تحدث الميكانيكي أن لديه طفل يعمل ضمن المحل، وأنه يقسو عليه أحيانا، لتعليمه المهنة بشكل متقن. وبعد المناقشة التي تمت بينه وبين أطفال النادي أخبرنا بأنه سيقوم بالاهتمام بالطفل، وعدم إجهاده في العمل أو تعريضه للخطر، والأهم من ذلك سيخفّض ساعات دوامه شتاء ليتمكن الطفل من الالتحاق بالمدرسة.
في ختام الحملة كان تفاعل من قبل الجميع إيجابياً وكبيراً.
فاطمة وعائشة توأمٌ في التّاسعة من العمر، نزحتا مع أسرتهما من ريف حلب الشّرقي إلى مدينة جرمانا في دمشق، مجرّدتَين من كلّ ما يملكانه، من التّعليم، الأمان، والأصدقاء، ومن الأسس الّتي تحقّق للطّفلتين أبسط حقوقه، ما جعلهما يفقدان حتّى الثّقة بالنّفس.
رصدَ فريق متطوّعي الجمعيّة السّورية للتّنمية الاجتماعيّة الطّفلتَين، ودعا والداهما للتّسجيل في مركز أثر الفراشة المجتمعيّ في جرمانا، والّذي التقت بهِ مديرة حالة حماية الطّفل واطّلعت أكثر على وضع الطّفلتَين اللتين تعانيان الحرمان، وبحسب قول الأب " حتّى المدرسة مع إنها مجّانيّة بس مو قدران سجّلن فيا، كنت معلّم خياطة وعندي محلّ، بقدر أمّنلن كلّ شي بيحتاجوه، وهلق عاجز اشتريلن حتّى بسكوتة".
عقدت مديرة الحالة جلسات فرديّة مع كلا الطّفلتَين، كخطوة أساسيّة لتقييم شامل وعميق لحالة كلٍّ منهما، ثمّ وضعت خطة تدخّل خاصّة بهما، وذلك بالمشاركة معهما ومع والدهما، وبناءً عليه تمّ دمج فاطمة وأختها في مجموعة صديق، وإحالتهما إلى القسم التّعليميّ، وإلى الحملات والفعّاليّات المناسبة.
كما سيتمّ تسجيل الأختَين بالمدرسة بداية العام الدّراسي القادم؛ ولأنَّ حماية الطّفل تقوم على العمل بالتّوازي مع الطّفل ومقدّم رعايته، فقد أُحيل الأب إلى برنامج المشاريع الصّغيرة ليتمكّن من العودة إلى عمله في مهنة الخياطة، وبالتّالي تأمين الاحتياجات الأساسيّة للعائلة بما في ذلك الطّفلتين. بعد فترةٍ من انضمام فاطمة وعائشة إلى الأنشطة لاحظ الميسّرون تحسّن كبير في قدرتهما على التّعبير عن الذّات والحوار، حيث عبّرت إحداهما عن مشاعرها قائلة " يا ريت بابا جابنا من زمان لعندكن، لما إرجع عَ البيت ومعي رسمة أو أشغال وعلّقن عَ الحيط ويشوفوهن الضيوف ويعرفو إنّو أنا وإختي اللي عاملينن بنشوف حالنا كتير ما بعرف كيف بدنا نوصفلك فرحنا انو لح نسجل بالمدرسة ونصير نحمل شنتة مثلنا متل العالم" . والد فاطمة وعائشة حصل أخيراً على الموافقة من أجل مشروعه، وقد عبّر عن فرحه الكبير بذلك قائلاً "هلق أنا متل طفل صغير خلق من جديد، رجعت حبّ الحياة ورجع عندي طموح، صرت قدران فكّر شو ممكن إعمل وقدِّم لعيلتي، هلق البيت كلّو عم يضحك، وفاطمة وعائشة كانوا فاقدين بالفترة الماضية للأب القوي اللي قادر يرافقن ويحمين ويلبّيلن حاجاتن الأساسية ".
تبلغ بيان من العمر أربع عشرة عاماً، تهجّرت من جسر الشّغور إلى لبنان، وككل الأطفال الذين هُجروا، تركت المدرسة ولم تلتحق بأخرى لكن إحدى الجمعيّات هناك ساعدتها في تعلّم القراءة والكتابة، بعد عدّة سنوات انتقلت بيان وأسرتها، باستثناء الوالد، إلى منطقة الهامة في ريف دمشق، والدة بيان قصدت مركز السّلام المجتمعيّ في الهامة طلباً للمساعدة والاستفادة من برنامج سبل العيش، وسجّلت احتياجات أسرتها، الّتي ووفقاً لها أحيلَت ابنتها بيان إلى مديرة حالة حماية الطّفل . أثناء المقابلة تحدّثت الأمّ عن ابنتها الّتي بالإضافة إلى مشكلة التّسرب، فإنّها تعاني من نقصٍ كبيرٍ في السّمع يصل إلى 70% أثّر بشكل كبير على نُطقها، وعلى وضعها النّفسيّ، وجعلها تعاني من عصبيّة شديدة ناتجة عن عدم قدرة الآخرين على فهم ما تريده، وبعد موافقة الأمّ قابلت مديرة الحالة الطّفلةَ بيان وقد كانت شديدة الانطوائيّة، عديمة التجاوب ولم يكن من سبيل للتّواصل معها سوى الرّسم الّذي اتّضحَ أنّها بارعة فيه. تم وضع خطة من قبل مدير الحالة وبالتّشارك مع أمّ الطّفلة، وبناءً عليها تمّ دمج بيان بجلسات التّقوية الفرديّة إذ خصّص مشرف القسم التعليمي أحد المتطوّعين لمرافقة بيان وتعليمها، واستمرّ ذلك أربعة أشهر.، كما تمّت إحالة بيان إلى برنامج التثقيف اللاصفي لتعلُّم كتابة كلمات كاملة، بالإضافة إلى برنامج التّدخل النّفس اجتماعي عن طريق الدّمى، ورغم ما واجهته بيان من صعوبة في الكلام والتّواصل مع أقرانها في المجموعة، إلا أنّها كانت شديدة الالتزام، بارعة في الرّسم وصنعت جسرَ تواصل مميّز مع أقرانها من خلال مساعدتهم في الرّسم، وختمت الجلسات بصنع دمية متميزة جداً. بعد فترة من العمل المتواصل والمتابعة المستمرّة لتطوّر بيان وتجاوبها، والتّنسيق بين ميسّري ومشرفي الأنشطة ومدير حالة حماية الطّفل وتعاون بيان وإصرارها على تجاوز الصّعوبات تحوّلت من شخصٍ انطوائيّ لا يتواصل مع الآخرين إلى عضوٍ فاعلٍ في جميع فعّاليات حماية الطفولة، تشارك أقرانها في الفقرات الرّاقصة، بالتدريب المكثف والمستمر، وتشارك في الأنشطة الّتي يتمّ تنفيذها في دار الكرامة لرعاية المسنّين وذوي الاحتياجات الخاصّة. وليكون العمل مكتملاً وملبّياً لاحتياجات بيان، ولأنَّ السّمع أولويّة تمّت إحالتها على الهيئة الطّبيّة الدّوليّة الّتي قدّمت لها سمّاعة أذن، كما تمّ التّنسيق مع مدرسة الصّم والبكم وحصلت بيان على الأوراق اللازمة للتّسجيل بمساعدة أحد متطوّعي المركز، وبعد اجتيازها لسبر المعلومات تمّ تسجيلها في المدرسة في الصف السابع. عبّرت أمّ بيان عن التّقدّم الّذي أحرزته ابنتها قائلةً: بيان فرقت معي من الأرض للسّما صارت تطلِّع أحرف بحياتها ما كانت تنطقها، وصرت اعتمد عليها متل أخواتها خصوصاً بعد ما صارت تميز الأيام وتتهجى الكلمات من كتب اخواتها..
بهدف تنمية مهارات الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصَّة وتعزيز ثقتهم بأنفسهم، نفَّذ فريق الجمعية السورية للتنمية الاجتماعية فعَّالية بعنوان "حبَّات اللولو" في المركز الثقافي العربي في الزاهرة.
شارك في الفعَّالية أطفال مجموعات الصَّداقة في مراكز الزاهرة وحرستا ودار الكرامة، الذين قدَّموا مجموعة من الفقرات واللوحات الفنية (رقصات، عروض غنائية، شِعر)، بالإضافة إلى معرض للأشغال اليدوية. وقد تم التحضير لهذه الفقرات في أثناء أنشطة مجموعات الصَّداقة على مدار ثلاثة أشهر.
حضر الفعَّالية عدد كبير من مقدِّمي الرِّعاية وفئات مختلفة من المجتمع المحلِّي، وقد أبدوا تفاعلًا كبيرًا وردود أفعال إيجابية.