الرئيسية

حضن الجدة

على وقع حبات المطر فُتح ذاك الباب المهترئ الذي يحمل غِلَّ السنين وويلات الحرب على طفلة صغيرة في عمر الزهور تحمل حقيبتها التي تكاد تكون أكبر منها حجماً مناديتاً بأعلى صوت:" ستي في ضيوف ع الباب."

الجدة /م/ الطاعنة في السن رسمت التجاعيد على وجهها كل مآسي الحياة، وحملت بين طياتها هموماً ومسؤوليات، وبالرغم من التهجير والفقر، سرقت الحياة منها ابنها تاركاً لها بناته الأربع يتخبطن بين جدران الحياة لا معيل لهم سِوى جدتهم، التي لا تقوى على قوت يومها.

 تولت الجدة رعاية حفيداتها الأربعة أكبرهن سناً طالبة في الصف الخامس، والثانية تعاني من كتلة في الدماغ أدت لإعاقة في اليد اليمنى والقدم اليمنى، أما الثالثة فتعاني من خلل في الرؤية والصغيرة بينهن تعاني من اختلاج أثر سقوط سابق.

 

سمع ميسرو فريق الجمعية السورية للتنمية الاجتماعية عن وضع الجدة وحفيداتها، فما كان منهم سوا تقديم يد المساعدة لهن، لكن المفاجئ بالأمر أن الجدة رفضت المساعدة سواء كان لها أو للمنزل المتواضع.

فما كان من الفريق سوا احترام رغبة الجدة محاولين تقديم بعض المساعدات الصغيرة منها قرطاسية، وبعض الملابس الشتوية لتقييهم برد الشتاء، محاولين رسم بسمة على وجهوهن الصغيرة.

عبرت الصغيرات عن سعادتهن بدمعة في عيونهن من شدة الفرح وبقولهن:" شو حلوين صرنا عم نلبس مثل رفقاتنا."

كما شكرت الجدة بدورها الفريق الذي بدوره احترم رغبة الجدة وشكرها لكونها عوناً لصغيراتها .