الرئيسية

طوق النجاة

السيدة خ.ن أرملة تبلغ من العمر 44 عاماً وهي أم لطفلين ، توفي الزوج منذ 15 سنة وترك في عنقها أمانة كبيرة وهي تربية ولديها وتأمين مصروف المنزل. تعاني طفلتها من نزيف في الدماغ أصيبت به منذ الولادة أدى الى مشاكل وصعوبات تعلم لديها. رفضت خ.ن رغم صعوبة الظروف أن تمد يدها للغير وحاولت الاعتماد على نفسها من خلال العمل في محل لبيع الألبسة الداخلية.

لكن الحرب أجبرتها على مغادرة المنطقة، فقطنت في منزل مستأجر في جرمانا، وترك العمل زاد من حاجتها الاقتصادية بعد التهجير لعدم توفر  فرصة عمل في جرمانا.

تم رصد السيدة في منطقة جرمانا، وتم تعريفها على مركزنا هناك وما يقدمه من خدمات. وبعد أن خضعت لدورة إدارة المشاريع الصغيرة، تم عرضها على لجنة مختصة بحضور ممثل عن المفوضية السامية لشؤون اللاجئين. وحصلت على الموافقة على مشروعها (محل لبيع الألبسة الداخلية وبعض مستلزمات النساء) ليدخل حيز التنفيذ من استئجار مكان مناسب وشراء المستلزمات.

كانت السيدة خ.ن امرأة نشيطة تحب عملها وتسعى للتقدم وتطوير نفسها وتجسد ذلك جلياً من خلال تغيير نوعية الالبسة الموجودة في المحل وتقول السيدة: "غيرت كتير بنوعية البضاعة كرمال لبي احتياجات السوق."

وعند سؤالنا عن أثر العمل الجديد عليها أجابت والابتسامة تملأ وجهها:

"تغير كتير شغلات فيني ... بالحياة .... ومع ولادي، أول شي وفيت الدين يلي كان حمل ثقيل علي وصرت أقدر أصرف ع ولادي وساعد ابني يكفي دراستو وهلأ صار سنة تانية هندسة معلوماتية وعم أقدر جيب دوا لبنتي يلي الحمد الله ما عاد تأزم وضعا، حتى أنا بطلت عصب ع ولادي وصرنا رفقات أكتر.. وصرت قادرة انخرط بالمجتمع واتعرف ع عالم جداد بالمختصر رجعت حب الحياة"،

وفي نهاية الحديث تقدمت بالشكر للجمعية التي أعادتها وأسرتها إلى الحياة.

إن هذا المشروع الصغير كان بمثابة بوابة أمل وطوق نجاة أنقذ السيدة وعائلتها من الغرق في الديون وتدهور الحالة النفسية وعبرت من خلاله السيدة إلى الاستقلالية والتماس سبل الحياة الكريمة والاندماج بالمجتمع.