الرئيسية

فسحة أمل

السيدة حياة 39 سنة، متزوجة ولديها 5 أطفال، زوجها من أصحاب حرفة النجارة المتوارثة في عائلته. كان يملك ورشة كبيرة مجهزة بكافة المعدات، فقدها بسبب الازمة والنزوح من سقبا.
انتقلت العائلة الى منطقة بقين لمدة سنة، وهم حاليا مقيمون في جرمانا في منزل مستأجر صغير.
بدأت السيدة بالتردد الى المركز وحضور جلسات للسيدات وحملات التوعية لملف العنف القائم على النوع الاجتماعي. وأثناء الجلسات ذكرت بأنّها تتعرض لعنف الشريك الحميم، فتم تحويلها بناء على طلبها الى مدير حالة العنف القائم على النوع الاجتماعي.
عند مقابلة السيدة تحدثت عن وضع اسرتها الجيد قبل النزوح وعلاقتها الحسنة مع الزوج، وبعد النزوح من سقبا تغيرت حياتهم بشكل كامل.
حاول الزوج ان يعمل في بيع الخضار، وبسبب عمله كان يغيب عن المنزل وتبقى السيدة مع أطفالها لعدة أيام دون تواجده. وهنا بدأ الخلاف بين الزوجين، بسبب تأثير المجتمع على الزوج وتأثير الوضع المادي. فبدأ الزوج بالشك بزوجته وعدم الثقة بها والإساءة إليها بشكل مستمر، مما أدى لتأثر الأطفال الكبير بهذه الخلافات.
ذكرت السيدة انها تعاني من ضغوط نفسية وتوتر وعدم القدرة على التواصل مع الزوج واتخاذ القرارات فتم تحويلها الى الأخصائية النفسية والعمل معها وفق خطة:
1-تمكينها لأخذ قرار بشأن العلاقة مع الزوج هل تريد البقاء او انهاء العلاقة.
2-التدريب على الاسترخاء.
3-التدريب على أساليب التواصل الجيدة.
4-تفعيل شبكة علاقاتها الاجتماعية عن طريق المشاركة بجلسات جماعية.
كما تم جذب الزوج للمركز المجتمعي ومشاركته بأنشطة المركز. فقام الزوجان بالمشاركة بنشاط للتبرع بالدم لأطفال التلاسيميا، وكان له أثر واضح على تجاوبه.
تم التنسيق أيضا وتحويل الزوج الى مشروع عدة كسب المعيشة لمساعدته في الحصول على حقيبة تحتوي على عدة نجارة بهدف ادخال مردود للعائلة ومن اجل تخفيف ضغوط الأعباء المادية.
وخضع الزوج لمقابلة اللجنة المختصة داخل المركز المجتمعي بمنطقة جرمانا وحصل على عدة النجارة.
وكان لهذه التدخلات أثر إيجابي على العائلة، وتحسنت العلاقات فيما بينهم، وظهر أيضا التحسن الاقتصادي والاجتماعي عليهم.
فبسبب ثقتهم بعمل فريق الجمعية تم العمل مع ابنتهم أيضا التي تأثرت بخلافات والديها، وتم تحويلها إلى ملف حماية الطفولة وبعد ذلك الى الاخصائية النفسية ومشاركة باقي الأطفال في الأنشطة الترفيهية والتعليمية وتكوين علاقات مع أقرانها.
عبر الزوج عن هذا التغير بقوله:
"الفترة الماضية يلي مريت فيها انا وعيلتي ما بنساها بحياتي لأني قاعد بلا شغل وبلا عدة وهلأ رح بلش من جديد".
في حين أعربت الزوجة عن تغير معاملة زوجها معها ومع أطفالها فقالت:
(رجعتولي حياتي، كنت عايشه بعتمة وأنتو نورتوها.
بنصح كل سيدة تعرضت لعنف تتوجه للمركز للتعرف كيف تتعامل مع زوجها والمركز ساعدني كيف حل مشاكلي وأتعامل مع زوجي ومن حق كل سيدة تعيش بكرامة
كل انسان بمر بصعوبات وخاصة بالأزمة بس ما لازم نفقد الأمل بالحياة)
وأصبحت السيدة عضوة في اللجان النسائية ولها دور فعال ضمن عمل اللجان، وتشارك في جميع حملات التوعية وتشجيع السيدات على اخذ دورهن في المجتمع.