الرئيسية

ذكريات لا تنسى

سعاد. م. ح تبلغ من العمر ثمانية وستون عاماً تعيش مع أختها التي تصغرها بعشر سنوات وابنة أختها العزباء وابن أختها العسكري الذي يأتي مرّة في الشهر، تهجّرت العائلة من الغوطة من قرية بالا قرب النشّابية، واستأجروا بيتاً في حي التربة بجرمانا في ريف دمشق.


تعاني سعاد من داء بهجت، الذي يؤثر على أعضاء جسدها ويضعفها، وقد سبب لها ألم وتيبّس في المفاصل مما أدّى إلى صعوبة كبيرة في الوقوف والحركة وسلس بولي.


سعاد تحب العمل في الحياكة علّها تتسلّى بعمل مفيد يساعدها بالحفاظ على مرونة يديها، فقد أحضرت السنانير وكباكيب الصوف وبدأنا بالحياكة معاً، مما سمح لنا الوقت لمشاركتها همومها وألمها انساناً يصغي إليها وتتحدث معه بما يدور في قلبها وعقلها ...


سمحت لنا  الزيارات المنتظمة ببناء علاقة مميزة مع السيدة وأختها التي بدأت تشاركنا ببعض ألعاب الذاكرة، وبعض الأنشطة الأخرى  فبدأت الأخت تسأل عن أنشطة الجمعية الأخرى وتعرّفت على برنامج اسمع قلبي وبدأت تأتي إلى المركز لتشارك في أنشطته وأخبرت جارتها واصطحبتها معها لحضور الجلسات ، الأمر الذي سمح لمجموعة صغيرة من سيدات برنامج اسمع قلبي   بزيارتها وتقديم مخدة من عملهم .


كانت خطة العمل مع سعاد تقضي على  مساعدتها في تحسين حالتها النفسية والاجتماعية لذلك كان من الضروري تأمين فوط عجزة لما يسببه السلس البولي الليلي لها من احراج، مع مساعدة من الأخت ذهبنا إلى طبيبها وطلبنا منه كتابة تقرير طبي عن وضعها الصحي، لنستطيع التشبيك مع الجمعيات واستطعنا بذلك تخديمها بفوط عجزة وبشكل مستمر كل ثلاث أشهر.

استمرت  زيارة السيدات من برنامج اسمع قلبي إلى سعاد الأمر الذي أضف بعض من المرح والمتعة على حياتها .
قالت وهي تودّعنا: "هل يمكنني أن أتصل معكم إذا احتجت شيئاً"؟
وقالت اخت المسنه: اختي أفضل وخصوصاً بعد ان أصبح لديها أصدقاء، وانا استفدت كثيراً من الجلسات وأكتسب معلومات ومعارف للتعامل مع المشاكل والأحداث."
ما زال التواصل مستمرا مع المسنّة من فترة لأخرى للاطمئنان عليها وفي المرّة الأخيرة طمأنتني بأن ابنها العسكري قد تسرّح من الجيش وسوف يهتم بترميم بيتهم في بالا.