الرئيسية

"بريق امل"

السيدة حليمة عمرها 36 سنة ولديها أربع أطفال. تهجرت من مكان إقامتها، حمص، مع عائلتها. تسكن حالياً في منطقة جرمانا. بعد فترة قصيرة من زواجها بدأت المشاكل مع زوجها بسبب سوء تعامله، لكنها تحملت هذا العبء وحيدة لا سيما ان أهلها مقيمون خارج سوريا. وازداد عنفه بعد تهجيرهم، فتعرضت للضرب والإهانة أمام أطفالها، مما أثر عليهم، واستمر العنف تجاهها مما أدى إلى انهيارها ودخلت المستشفى. فكرت بالطلاق فلم تلق التشجيع من أهلها إطلاقاً.
ترك الابن الاكبر المدرسة بسبب الوضع المادي السيء وبدأ يتعلم الخياطة. وتعمل السيدة في معمل فحم.

تعرفت السيدة على مركز بيت الوئام في جرمانا عن طريق صديقة لها وقامت بتسجيل ابنها الصغير في أنشطة المركز. بدأت حليمة بحضور حملات التوعية الخاصة بملف العنف القائم على النوع الاجتماعي وتم تحويلها الى مدير الحالة. وبعد عدة جلسات وُضِعت خطة التدخل.
- تم تحويل السيدة الى الخدمات النفسية. فبدأت بحضور الجلسات مع الاخصائية النفسية رغم ظروف عملها الصعب (بعد جلساتي مع الاخصائية تعلمت كيف أتعامل مع زوجي ولم يعد يضربني. تغيرت نفسيتي، عرفت حقوقي، وأنا الآن أعرف كيف أدافع عن نفسي. أشعر بقوتي وأعرف أن هناك من يدعمني)
- ثم تم تحويلها الى التدريب المهني. وحصلت على ماكينة خياطة لتمارس المهنة التي تعلمتها في حمص. بدأت بالعمل هي وابنها على الماكينة. وبدأ وضعهم المادي بالتحسن.
هذه التدخلات تركت أثراً كبيراً وجيداً على السيدة وأولادها، ولا سيما الابن الأكبر، الذي عاصر كل المشاكل وتركت في شخصيته ضعفاً وتردداً كبيرين. لكن بعد بدء العمل وتحسن نفسية والدته وانعكاسها على جو المنزل، أصبح الابن أكثر قوة وداعماُ لوالدته، وأكثر إحساساً بالمسؤولية.
"أشكر الجمعية السورية للاحتضان والدعم اللذين قدماه لي، وأقول لكل سيدة تتعرض لعنف لا تسكتي عن حقك كوني قوية لنفسك ولأولادك، لأن القوة تأتي من داخلك".