الرئيسية

العودة إلى الحياة

 

بطلة القصة السيدة وفاء، من حي العمارة الدمشقي، تزوجت وأنجبت طفلة كانت تنتظرها بكل حب وحنان.

أصيبت السيدة وفاء بحمى ما بعد الولادة وتم علاجها بالطب الشعبي، مما زاد حالتها سوءاً فقد اتلفت الحمى مركز الذاكرة في الدماغ وأثر ذلك اصيبت بالزهايمر المبكر.
عاشت السيدة مع عائلة ابنة اختها ترعاها الأسرة بكل حب وود، لكن في الفترة الاخيرة تراجعت حالتها النفسية ولم تعد ترغب بأخذ الدواء، حيث كانت ترميه تحت الفراش مما أدى إلى زيادة حالتها سوءاً، فكانت على خلاف دائم مع ابن ابنة أختها الصغير وهذا ما كان يزعج العائلة ولم يتمكنوا من إيجاد أي حل.

 
عند زيارتنا الأولى، كان الانطباع عنها جميل وحزين في نفس الوقت. فقد قابلتنا السيدة وفاء بكل ود ولطف وابتسامة جميلة تعلو وجهها، في نفس الوقت كانت تبدو ملامح الحزن والضعف في عينيها.

اخبرتنا السيدة وفاء بأن لديها ابنة متزوجة خارج البلاد ولكنها لا تتواصل معها إلا بالنادر، حينها روت لنا مقدمة الرعاية قصة السيدة وفاء وأن زوجها أخذ الطفلة منذ أيامها الاولى بعد مرض والدتها ومنعها من زيارة طفلتها مما جعلها تشعر بالحزن الدائم.

 وقد لاحظنا الخلاف بينها وبين ابن العائلة الصغير.

 تتضمن العمل مع السيدة وفاء مشاركة مقدمة الرعاية بكامل الأنشطة والتمارين مما ساهم في تعليمها طرق التعامل الصحيحة مع خالتها، وأيضا طريقة مناسبة لتأخذ الادوية بشكل صحيحة وهذا ما ذكرته ابنة اختها في ختام زيارات المتابعة:" أصبحت تأخذ دوائها بشكل منتظم وبدون أي صعوبة."

 
في البداية تواصلنا مع الطبيب المعالج عن طريق مقدمة الرعاية لوضع خطة تدخل تناسبها وتلبي احتياجاتها الطبية والنفسية. كانت الخطوة الاولى بتحميل ألعاب ذاكرة على الموبايل خاصةً أنها متعلقة به ومساعدتها لحلها لتقوية الذاكرة، حيث شارك طفل العائلة بالألعاب والتمارين التي تصعب عليها، ونمت من خلال ذلك علاقة وطيدة بينهم.

 
تلا ذلك التدخل عن طريق مكعب الروبيك، وتمارين الكلمات المتقاطعة، والصور المركبة (البزل) حيث استمر النشاط في البداية لكثير من الوقت وبدأ يقل تدريجياً، كانت تعلوا وجهها ابتسامة لطيفة كلما انجزت عملية من عمليات الروبيك.

توالت الزيارات بعد ذلك وبدأت السيدة وفاء بالمشاركة ببضع الأعمال المنزلية (تقطيع وتنظيف الخضار والفواكه الى صنع القهوة).

علماً أنها لم تقوم بمثل هذه الأعمال منذ سنين فائتة وكانت تنجزها بسعادة وفرح كبيرو دائما ما تكرر جملتها للمتطوعة :"لا تطولي علي بالزيارة."
ساهمت الزيارات والجلسات في خلق جو من التفاعل والمرح في حياة السيدة، فعلاقتها مع أفراد عائلتها باتت أكثر تفاعلاً وايضاً نمت علاقاتها الاجتماعية مثل تبادل الزيارات بينها وبين الجيران وهذاما لاحظه الفريق ضمن الزيارة الاخيرة مما ساعد السيدة وفاء في العودة إلى حياتها الطبيعية.