الرئيسية

سعيدة بإنجازي

السلوك الواضح ينتج شخصية محددة المعالم. الطفلة (ب) تبلغ من العمر ١٦عاماً، تعيش مع عائلتها المكونة من والدها الذي لا يملك عمل ثابت، ووالدتها ربة منزل، واختها الكبرى وعمرها ١٩ عاماً، اخيها من أطفال ذوي الاحتياج الخاصة، مهجرين من منطقة الحجر الاسود ومقيمين حالياً في منطقة القدم.
بدأت الطفلة حضور جلسات التثقيف اللاصفي في مركز لمعة ذهب، بعد انقطاع لفترة عنه بسبب خوفها من فكرة وجود الانشطة والتواصل الاجتماعي، كونها انطوائية، وعدوانية الطبع، ومنغلقة على نفسها.

لوحظت هذه السلوكيات المتكررة من خلال مشاركتها في جلسات التثقيف اللاصفي.
خلال وجودها بالمركز ومشاركتها بالأنشطة، كانت تتسم ب ردات فعل عصبية وعنيفة، وسريعة الغضب مما يدفعها لمغادرة النشاط القائم.
عبرت في إحدى جلسات التعارف ضمن أنشطة التثقيف اللاصفي أنها تكره المدرسة والمدرسين، لاستهزائهم بقدراتها، مما نتج عنه خلل في تقديرها لذاتها، وزيادة كرهها لمادة الرياضيات لأنها لا تفهمها ابدا.

لاحظ مسؤول المركز الطفلة وتم التدخل معها على محورين.

المحور الأول تضمن مجموعة من الأنشطة التثقيفية من خلال كتب (لا لسخرية، تقبلي كمان أنا، ثقتي مصدر سعادتي، التعليم امان، كتاب الأرقام التفاعلي، سلسلة تعلم ذهنياَ واكتساب مهرات عمليات حسابية كجمع والطرح والضرب)

أما المحور الثاني فقد تم تحويله لبرنامج الدعم النفسي والاجتماعي وتضمن (آليات إدارة الغضب، وطرق السيطرة على ردات الفعل العصبية، واستبدالها بسلوكيات مقبولة اجتماعياً ومناسبة للموقف، التواصل اللاعنيف، الحوار والتعبير عن المشاعر بأساليب صحيحة)

بالإضافة إلى التركيز على نقاط القوة وإيجابيات الطفلة، وتدريبها على آليات السيطرة على مخاوفها، ومساعدتها على تقدير ذاتها وتقبلها، وزيادة ثقتها بنفسها بتفعيل شبكة العلاقات الاجتماعية الداعمة لها.



لوحظ تغيير بسلوكها بشهادتها هي أولا فعبرت بسعادة:" خففت عصبيتي كتير ومابقا ازعل بسرعه وماعد متل الأول اذا حدا عصب قدامي، كنت ابكي لما حدا يقلي اجمعي رقمين بس معكن صرت حب الرياضيات وتعلمت اجمع بدون بكا ولاخوف ".
وبشهادة والدتها بهذا التغيير:" بنتي كتير تغيرت وعصبتيها خفت وعم تتحمس لتكمل دراستها والمركز متل اسمو ذهب ".

وشهادة أقرانها:" /ب/ متغيرة معنا وعم تحكي وتلعب معنا ومابقى عصبت ".
قررت /ب/ ان تخوض تجربة تقديم الشهادة الاعدادية، وسنقوم بمرافقتها حتى تجتاز هذه السنة وتحقق النجاح في الشهادة الاعدادية بكل شجاعة وعبرت في الختام بسعادة:" أنا كتير تغيرت بالمركز ومارح انسى هدا الشي ابدا، بتمنى تخلوني احكي هذا التغير بفعالية وقدام كل الناس لولا المركز ماكنت طورت ".