أسماء ذات العشر سنوات من ذوي متلازمة داون. تنحدر من أسرة من خمسة أفراد، الأب والأم وثلاثة أولاد. مهجَّرة من جسر الشغور، وتعيش في الوقت الحالي في جديدة الوادي. أبوها عامل في مزرعة، وهو من ذوي الدخل المحدود. جاءت الطفلة مع والدتها إلى مركز بيت السلام المجتمعي في الهامة في أوائل سنة 2020.

حين رصد الفريق الجوال التابع لمركز بيت السلام الحالة في أثناء قيامه بالزيارات في منطقة جديدة الوادي، كانت أسماء في التاسعة من عمرها، وتتمتع ببعض المهارات البسيطة التي حُددت بعد تقييم قدراتها وفق قائمة الشطب ضمن برنامج بورتج.

كانت أسماء تستطيع ارتداء وخلع ملابسها بمفردها والقيام بمهمات العناية الذاتية البسيطة (تنظيف الأسنان وتسريح الشعر واستعمال الحمام دون مساعدة). وهي أيضًا قادرة على مسك القلم بالطريقة الصحيحة. إلى ذلك، فهي في معظم الأحيان متعاونة مع طلبات الكبار. لذلك، واستنادًا إلى نقاط القوة لدى الطفلة، بدأنا العمل طبقًا للبرنامج على تقوية نقاط الضعف لديها ضمن الجلسات الأسبوعية في المركز، بالإضافة إلى العمل معها في المنزل وفق الخطة الأسرية المتفق عليها التي سلَّمتها إلى والدة أسماء اختصاصية التأهيل المنزلي لذوي الاحتياجات الخاصة.

 خلال جلسات تركيب الپزل، استطاعت أسماء فورًا تركيب پزل مؤلف من 4 قطع، ثم الانتقال منه إلى تركيب پزل مؤلف من 9 قطع بنجاح. لاحقًا، تمكنت أسماء ضمن التدريب المنزلي من تركيب پزل من 24 قطعة – مع الحرص أن تتعرف أسماء دومًا إلى الخبرات الموجودة ضمن الپزل (الفصول، العائلة، الحيوانات، إلخ).

كذلك، تدربت أسماء على مطابقة الأشكال الهندسية والتعرف إلى المربع والمثلث والمستطيل والدائرة ومطابقة الأوتاد الخشبية، في مراحلها البسيطة أولًا ثم المعقدة، وكان أداؤها جيدًا جدًّا.

 عملنا مع أسماء على تنمية المهارات الحركية الدقيقة والتآزر الحركي-البصري لديها أيضًا، وذلك باستعمال المقص وقص الورق وفق خطوط مستقيمة، ثم قص المربع والدائرة، وضم الخرز بالخيط وفرزه بحسب ألوانه.

 وبناءً على قدرة أسماء على مسك القلم على النحو الصحيح، بدأت بالتدرب على رسم الخطوط العمودية والأفقية، ورسم المربع والدائرة، ونسخ الحروف الأبجدية العربية والأرقام من واحد إلى عشرين، وكتابة بعض الكلمات البسيطة: اسمها وأسماء ووالدتها ووالدها وباقي أفراد الأسرة والعديد من المفردات المتداولة

الآن، وبعد سنة كاملة من العمل مع أسماء، وانطلاقًا من إيمان الأهل بقدرة طفلتهم على التعلم، والتزامهم بحضور الجلسات، وتنفيذ ما يُطلب منهم في المنزل وفق الخطة الأسرية، أصبحت أسماء قادرة على جمع الأعداد وطرحها ضمن العدد 10. وهي تستطيع أن تكتب وتقرأ معظم المفردات، ولديها القدرة على تمييز الألوان والأشكال الهندسية، بالإضافة إلى إمكانية عالية للاستقلالية في استعمال الحمام وتنظيف الأسنان وارتداء الملابس وخلعها. وهي تساعد والدتها يوميًّا في الأنشطة الروتينية، مثل توزيع الصحون على المائدة ومسح المائدة وطي الغسيل والقيام بترتيب الغرفة والألعاب يوميًّا.

 أسماء أصبحت مؤهلة، الآن وهي في العاشرة، لأن تخضع لاختبار في وزارة التربية لدمجها في صفوف المدرسة الابتدائية في الصف الأول، والأهل سعداء جدًّا بالمرحلة التي وصلت إليها ابنتهم ومؤمنون بقدرتها على التعلم واكتساب المهارات والخبرات والاندماج في المجتمع بعد النتيجة التي حصلوا عليها عبر جلسات التأهيل التي نُفذت مع الطفلة في مركز بيت السلام

أسماء طفلة كغيرها من أطفال ملائكة الحب، قادرة على التعبير عن احتياجاتها والقيام بواجباتها والمطالبة بحقوقها في حال وجدت الدعم المناسب لها من الأسرة والمجتمع.

عائلة أسماء تفتخر بابنتها وتدافع عن فرصها وحقوقها في التعلم والاندماج مع الأقران لمساعدتها على وضع بصمتها الخاصة في المجتمع