الرئيسية

وأخيراً عدت للعمل

السيد (أ) رجل بعمر الـ 30 عاماً, رب أسرة مكونة من زوجة وثلاثة أطفال وأم مسنة مريضة وأخ كانت الحرب سبباً في شلله، هُجر السيد (أ) من منزله في منطقة طريق الباب وخسر ورشته التي كانت المورد الاساسي لعائلته (ورشة موبيليا).
لم يستسلم السيد (أ) فقد تعددت الأعمال التي عمل بها والتي كانت بعيدة عن مهنته الأساسية ومتعبة جداً ولا تدر له من المال إلا ما يبقيه وأسرته على قيد الحياة.
السيد (أ) الذي قطن منطقة طريق الباب حيث كانت ورشته القديمة كان لديه ماكينة صغيرة لصنع القهوة يعمل عليها في أحد شوارع الشعار متعرضاً للبرد القارس والأمطار متحملاً أعباء العمل الذي لا يحبه، فكان يستيقظ من الساعة الخامسة صباحاً ويعمل حتى المساء، وكما قال: "كنت اشتغل بالشارع للمسا، أصعب شي إنك تشتغل بالشارع". وكان عمله لا يكفيه قوت يومه حتى.
تم رصد السيد (أ) من قبل متطوعي الوصول في منطقة الشعار وتم ترشيحه ليكون مع الجمعية السورية للتنمية الاجتماعية في دورة تدريبية حول إدارة المشاريع وكتابة جدوى اقتصادية مبسطة ضمن مراحل الحصول على منحة صغيرة بعدها استطاع أحمد الحصول على المنحة من بين العديد من زملائه المشتركين معه بنفس الحال وتم تقديم التجهيزات اللازمة لإعادة الإنطلاق بعمله السابق في حفر الموبيليا.
بدأ يستعيد عمله شيئاً فشيئاُ ويزداد دخله مما ساعده على إيفاء ديونه ورعاية أسرته وتأمين ما يحتاجون له، أيضاً عادت الابتسامة إلى وجهه من جديد وعاد الاهتمام بلباسه ومظهره , لم تقف الفائدة في ملف المنح بالنسبة للسيد (أ) فقد أحب ان يشترك أطفاله في برامج مركز شمس المجتمعي ليستفيدوا من خدماته المقدمة حيث أصبح أبناؤه الثلاثة يتابعون في برنامج الصديق.
ولم تقتصر منافع عمل السيد (أ) على المستوى الشخصي فقط، بل بدأ بتحمل مسؤولية مجتمعه اذ أنه يساهم بعمله في ترميم المنازل المتضررة بفعل الحرب في حي الشعار والأحياء المجاورة حيث أن المنطقة بحاجة كبيرة لذلك.
التغيير الحقيقي هو التغيير على مستوى الجماعة ابتداءً بفرد وانتهاءً بالعائلة وهذا ما حدث مع السيد (أ) وأطفاله حيث تغيرت نفسيته بنسبة كبيرة جداً وأصبح دائم البسمة مهتما أكثر في ملابسه قادراً على تأمين احتياجات عائلته من طعام ودواء ولباس وحتى ألعاب للأطفال.