الرئيسية

تجاوزت العقبة

الشاب (ع) رجل في الثامنة والعشرين من عمره من ذوي الاحتياج الجسدي يعيش مع أمه واخته وزوجته وأطفاله الثلاثة في منطقة الاشرفية.
ليكون مسؤولاً عن إعالة أمه وأخته وزوجته وأطفاله الثلاثة، الخياطة كانت المهنة الانسب له كون يده معاقة ولأنها لا تحتاج الى استخدام اليدين معاً، لكنها لم تدم طويلاً لأن الحرب عصفت بالجميع، ففقد على أثرها عمله وفقد أخاه الذي طالما كان سنداً له ليصبح مسؤولا عن عائلة أخيه أيضاً.
اضطر للعمل بأعمال شاقة لا تتماشى مع يده المعاقة وذلك ليؤمن لقمة عيشه هو وعائلته التي زاد حملها عليه، وخلال زيارات التقييم الأولية لمتطوعي الوصول في الجمعية السورية للتنمية الاجتماعية في منطقة الاشرفية تم رصد الشاب (ع) وترشيحه لمنحة صغيرة.
وبالفعل تقدم لدورة ادارة المشاريع وأتمها بنجاح من حيث الالتزام والحضور الذهني والمخرجات التي وصل إليها في نهاية التدريب وبعد المقابلة النهائية تم اختياره لنيل منحة صغيرة وقد اختار مهنته القديمة التي احترفها وأبعدته الازمة عنها وهي (الخياطة).
عاد الشاب (ع) ليؤسس حلماً طالما حلم به حين قام بشراء المواد التي طلبها في المنحة كماكينات الخياطة، هو الآن أكثر قدرة على مواجهة الحياة بصعوباتها وتحدياتها بعد أن أستأجر بيتا جعل منه ورشة للعمل ليعمل في مجال المصانعة، مؤمناً بأن الغد أفضل بعد أن أصبح يملك مورد مادي لا يضطره للانتقال بين أعمال مختلفة ويصبح قادراً على تأمين احتياجات أطفاله الصغار وعائلته التي تحسن وضعها من حيث الملابس والطعام.
لم تقف المنحة عند عبد الله بل تمكن من تأمين فرص عمل لأقاربه، وذلك بإشراكهم في أعمال الخياطة على الماكينات لتتوسع دائرة المستفيدين من المنحة لتشمل عدد أكبر كما أنه ساهم بتلبية احتياجات المنطقة من مهنة الخياطة.
"
لم تكن إعاقتي يوما عقبة في طريقي، كنت اتغلب على نفسي في كل مرة اتعب فيها "، كلمات آمن بها الشاب (ع) وسعى من خلالها لتحقيق حلمه.