الرئيسية

سوا مشينا

أنس، ذو السبعة عشر عاماً ، من مواليد ريف حلب. نشأ هناك وعاش مع أخيه ووالديه. كان الوالد يعمل بالزراعة، ولما اشتدت الأزمة عام 2011 اضطر "أنس" إلى النزوح مع والدته وأخيه إلى دير الزور، ولم يرغب الوالد بالمغادرة فبقي في ريف حلب.
أصبح أنس هو المعيل الوحيد لأسرته، واضطر الشاب، الذي كان من المجتهدين، إلى ترك المدرسة بسبب الوضع الاقتصادي السيء لكي يستطيع أخوه متابعة دراسته.
بعد ثلاث سنوات من النزوح إلى دير الزور اضطرت العائلة إلى النزوح مجدداً إلى ريف دمشق، وسكنوا في مدينة جرمانا. وهنا بدأ أنس العمل في معمل بلاستيك بدوام طويل، لكنه كان مصمماً على متابعة تحصيله العلمي ولم يدع الظروف تتغلب عليه.
وفي هذا الوقت سمع عن مركزنا المجتمعي في جرمانا عن طريق أحد متطوعي الوصول. فجاء إلى المركز وبدأ يحضر الجلسات التعليمية المقامة لطلاب الشهادة الأساسية في النهار، ويعمل في الليل.
ومن خلال الجلسات تبين لنا أنه يعاني من عدة مشاكل مع أخيه الأصغر سناً، فأدرجناه معه في مجموعات منفصلة من برنامج صديق، وتم التعامل معهم بخصوص فكرة التواصل والعلاقة بين الأقران. وبدأت العلاقة بينهما بالتحسن تدريجياً. بعد ذلك دعيت والدتهم لحضور جلسات الأمهات وكانت تتابع مع مدير الحالة - حماية الطفولة.
في نهاية العام الدراسي قدم أنس الامتحان النهائي لشهادة التعليم الأساسي، ولم يكن النجاح حليفه من أول مرة. قرر تكثيف جهوده في السنة المقبلة، ومع بداية العام الدراسي عاد للالتزام بجلسات التعليم المقامة في المركز وهذه السنة كانت النتائج مبشرة لأنس ولأخيه ... وهكذا تحقق أول حلم من أحلام أنس. بقي لديه التقدم للشهادة الثانوية ليحاول تحقيق حلمه الأكبر وهو الدخول إلى كلية الاقتصاد.
بعد نجاحه بالامتحان علم بدورة النجارة ورغب في تعلم هذه المهنة، ليتخلص من الاستغلال الوظيفي الذي يتعرض له داخل معمل البلاستك الذي يعمل فيه.
ولأنه يعتبر المعيل الوحيد لأسرته تم قبوله في الدورة، فكان مثال الطالب الملتزم الراغب بالتعلم.
وفي نهاية الدورة تم عرض استمارته على ملف عدة كسب المعيشة لينال حقيبة نجارة وفقاً للمعايير المطلوبة. كما تم ربطه بورشة نجارة وأصبح يتقاضى اجراً كافياً لتلبية حاجته وحاجة أسرته.
وفي زيارة المتابعة في مكان عمله، عبر لنا مسؤول الورشة عن سعادته من عمل أنس والتزامه.
أما أنس فقد عبر لنا عن سعادته بقوله:
" مبسوط كتير ومرتاح، وضعي تحسن بالبيت مع أخي وأمي، وأنا حبيت الشغل، والمعلم بيحبني وعم يخليني روح عالنشاطات بالمركز. وسجلت دورة محاسبة حتى طوّر حالي بهالمجال."
وأضاف : " الانسان بإرادتو هو بيقرر مستقبلو