الرئيسية

سنارة وخيط

السيدة نجلاء أرملة تبلغ من العمر 79 عام، كانت تعيش في منطقة التضامن وعملت في معمل للصوف كمشرفة على العاملات، وبسبب الأزمة خسرت نجلاء منزلها وعملها، وتعيش حالياً في منطقة جرمانا في منزل بسيط مع ابنيتها وأخواتها.

تعاني نجلاء من مرض السرطان وبسبب الجرعات التي تتناولها لعلاج المرض تراجعت حالتها الجسدية، فعانت من مشكلة النسيان والعجز المؤقت، الأمر الذي أثر عليها وحد من قدرتها على الخروج من المنزل، والقيام ببعض المهام البسيطة.

تعرفت السيدة نجلاء على الجمعية السورية للتنمية الاجتماعية عن طريق متطوعي برنامج التأهيل المنزلي لكبار السن، وقد شاركتهم ألمها وحنينها لعملها ومنزلها وأصدقائها وشغفها بحياكة الصوف.

تقول نجلاء:" حنيت كتير لبيتي وللصوف والسنارة، وزعلانة لأني هلق ما عم بقدر اشتغل فيهون."

وعلى أثر ذلك قدمت لها الجمعية من خلال متطوعي ملف كبار السن المساعدة من خلال وضع خطة للعمل مع السيدة نجلاء، تضمنت بعض الألعاب لتنشيطية الذاكرة، وأنشطة إدارة ذاتية لأدويتها، من خلال صنع علبة وتحديد كل دواء بلون لمساعدتها على تذكر الأدوية بالاعتماد على نفسها.

كما أمن لها الفريق اللوازم الضرورية لمساعدتها على العمل بالصوف والصنارة.

تضيف نجلاء: "حاسة حالي عم أقدر أتذكر فرحت كتير بالجلسة، حسيت أني عايشة بعد يلي صار ورجعت مهاراتي القديمة."

شعرت نجلاء بالسعادة كونها أصبحت قادرة على القيام بشيء مفيد ويملئ أوقات فراغها ويشعرها بأهميتها، وقد صنعت قبعات شتوية من الصوف لأحفادها في المنزل.

وعبرت بقولها:" أنا هلق صرت حس أنو أنا إلي أهمية ووجود، فرحة الولاد لما عملتلن الطواقي بتغني عن كتير كلا."


بتصميم نجلاء وإرادتها وحبها لمعنى الحياة استطاعت التغلب على ظروفها القاسية في ظل الحرب التي فرضت الوحدة وفقدان الأشخاص الداعمين فهم بحاجة لدعمنا ونحن بحاجة لحضورهم وحكمتهم فهم سيندياننا العتيق.

ومن هنا تكمن أهمية التدخلات في ملف التأهيل المنزلي لكبار السن التي تقوم بها الجمعية السورية للتنمية الاجتماعية
.