الرئيسية

رغم كل شي بدنا ننجح

شهد زهير عثمان فتاة يافعة لا يتجاوز عمرها الخامسة عشر، تعيش ضمن أسرة مؤلفة من أب وأم وهي الفتاة الوسطى بين أخواتها الثلاث وأخوتها الثلاثة أيضاً، وهي من سكان قرية الحاضر الأصليين، واضطرت للنزوح الى قرية البوبية لمدة سنة بسبب الأوضاع.

 السيئة في مكان سكنها وهذا ما انعكس سلباً على مستواها الدراسي، وبسبب الحرب والنزوح انقطعت شهد عن المدرسة لمدة سنتين
ومن خلال متطوعي الوصول في منطقة الحاضر تعرفت شهد على الخدمات التي تقدمها الجمعية، وقررت زيارة مساحة الحاضر المجتمعية والتعرف على ما تقدمه الجمعية من برامج.


بدأت أحداث قصتنا مع شهد في بداية تدخلاتنا في الحاضر حيث لاحظ الميسرون حالتها النفسية المتردية بسبب خوفها على مستقبلها الدراسي الذي كان قد تدهور من وجهة نظرها، لكن محاولات الميسرين معها لم تذهب سدى ففي إحدى جلسات مادة الهندسة أثناء حل الميسر لمسالة، طلب من الأطفال التفكير لمساعدته بإيجاد طريقة للحل كانت شهد مترددة تارة ترفع يدها للمشاركة وأخرى تتراجع إلى أن طلب منها الميسر المحاولة مع مساعدته لها في إيجاد الطريقة، تشجعت شهد و تمكنت بذلك من تذكر بعض القوانين المتعلقة بالمسألة قائلة :(ما كنت متوقعة اقدر أتذكر شيء قديم ببالي).


كما انه في إحدى جلسات اللغة العربية قامت شهد بقراءة القصيدة بفصاحة وعندما أثنى عليها الميسر قالت له: (كل يوم عم حاول اقرأ كم بيت شعر وأتدرب على الإلقاء لأقدر ارجع متل قبل ).


وفي أولى جلسات اللغة الفرنسية لاحظ الميسر أن الأطفال كانوا يبدون عدم اهتمام بهذه المادة بسبب عدم توافر الأستاذة المختصين في القرية وعدم معرفة أساسياتها، إلا أن مع الوقت اظهر بعض الأطفال تحسنا ملحوظاً ومن بينهم كانت شهد حيث أصبحت من المتفوقين بهذه المادة كما ساهمت بتشجيع ومساعدة رفاقها على التعلم.


كانت جميع هذه المواقف دلائل على مدى تحسن حالة شهد النفسية وقدراتها العلمية بمشاركة ميسري التعليم الا ان ثمرة هذا التعب كنا قد جنيناها عندما توج إلينا خبر نيل شهد للشهادة الإعدادية بمجموع قدره 165 وكانت علامتها في اللغة الفرنسية 18 درجة وكانت فرحتها كبيرة لحصولها على هذه العلامة.


مع العلم أن شهد مازالت مثابرة على زياراتها إلى مساحة الحاضر المجتمعية راغبة في تقوية ذخيرتها العلمية.