الرئيسية

فرصة جديدة

شاءت الأقدار بأن تصبح السيدة (س) أرملة معيلة لستة أطفال وهي في الخامسة والثلاثين من عمرها، توفي زوجها بسبب الأحداث التي دارت في قرية الشيخ أحمد في الريف الشرقي لمدينة حلب مما أثقل كاهلها بمسؤوليات أكبر وخاصة في ظل النزوح الذي تكرر لمناطق كثيرة وعديدة حتى كان آخرها قرية السفيرة حاملة أطفالها إلى كل مكان تذهب إليه.
توجهت الجمعية السورية للتنمية الاجتماعية للريف الشرقي لمدينة حلب لدعم العائدين الى تلك القرى، وكانت سامية من الأشخاص المرشحين لنيل منحة ضمن ملف المنح الصغيرة لاستعادة سبل عيشها التي فقدته بالكامل.
أتمت السيدة (س) دورة إدارة المشاريع بنجاح تام من حيث الحضور والالتزام الكامل ودراسة الجدوى التي خرجت بها واختارت أن يكون مشروعها في تربية الأغنام ,حيث سيؤمن لها المشروع مردود مادي يساعدها في تلبية متطلبات الحياة وسيكون عونا لها ولأطفالها الذين مالبثوا أن عادوا الى المدرسة فور عودتهم إلى قريتهم.
قامت الجمعية بشراء المستلزمات التي تتطلبها المنحة وقدمتها لها.
بانت البسمة واضحة على وجه السيدة (س) بعد حصولها على المنحة ومن خلال زيارة المتابعة لها، تحدثت عن الفرق الذي حصل في حياتها وحياة أولادها وعن بسمة الامل التي عادت لها وشعورها أنه لايزال هناك أشخاص مهتمين لأمرها و لأمر الكثيرين مثلها من المهمشين ,عبرت عن فرحها بقدرتها على تأمين احتياجات اطفالها من اللوازم المدرسية والطعام واللباس بل وإنها قامت ببناء حظيرة للأغنام وشراء التبن والعلف الاضافيين من فائض بيع اللبن.
السيدة (س) تفكر الآن بالتوسع في مشروعها ببيع الذكور من الخراف وشراء الإناث منها وتأمين الأعلاف لها وذلك لتضمن بقاء زيادة أعداد الأغنام لديها.
برزت أهمية برنامج الكسب المعيشي واستعادة سبل العيش في حياة السيدة (س) واضحة وخاصة بعد تغير نظرتها للحياة بعودة أبناءها الخمسة إلى المدرسة بعد فراق 3 سنوات في ظل الحرب وربما كان سيدوم أكثر بسبب الأوضاع المادية الصعبة التي كانت تعيشها.