الرئيسية

الان بدأت اتنفس

السيدة )م) من مواليد القامشلي 1982 مطلقة ولديها 3 أطفال 2أناث وذكر وهي الأن تعيش مع والديها وأخوتها في حي الكورنيش في القامشلي . عند حضور السيدة (م) أنشطة (اسمع قلبي) في مركز بيت الكل بالقامشلي ومن خلال نشاط (زهّرت براعمي ) الذي يدور حول كيفية تعامل الام مع المراهقين بدأت السيدة بالحديث عن أطفالها الذين اصبحوا بسن المراهقة وبكت .
وعند سؤالها عن السبب قالت : ( انا بعيدة عن ولادي لأني تطلقت من ابوهم ما قدرت اتحمل معاملته السيئة مع أني صبرت كثير كرمال أولادي لحتى الناس ما تقول عنهم انو امهن مطلقة بس ما عاد اتحملت خاصة انو ولادي كبرو وكانو يتأثرو كتيرلما يشوفوني انضرب قدامن و هالشي كان يخنقني)
من خلال الحديث مع السيدة تبين أنها تعاني من ضغوطات في المجتمع بسبب النظرة السائدة عن الطلاق و خاصة انها انفصلت عن زوجها بعد 15 سنة زواج حيث عبرت عن ذلك بقولها :
(الناس ما بترحم و بيقولولي كان لازم تستمري معو مشان سمعة ولادك و اللي كاسرني اني صرت عالة على اهلي و ماعندي مردود مادي مستقل لاقدر اصرف ع حالي )
تمت احالتها الى ملف العنف القائم على النوع الاجتماعي و من خلال الجلسات قالت بانها حاولت الانتحار بسبب حرمانها من أولادها و تبين بأنها تتعرض للعنف من والدتها التي ترفض استقبالها لأطفالها لانها تعتبر بان الاطفال هم للوالد و ليسوا للوالدة كونهم يحملون اسم الاب و اسم عائلته
لذا تم توجيهها بحقوقها بمطالبة والدتها باستقبال اطفالها لان الاطفال هم اطفالها ايضا و ليسوا اطفال طليقها فقط و تجاوز نتائج الطلاق من النظرة السلبية السائدة في المجتمع و الايمان بقدراتها كأنثى قادرة على تجاوز الظروف الصعبة و بعد تقييم احتياجاتها تبين بانها بحاجة الى الدعم النفسي
فتم أحالتها الى ملف الدعم النفسي من خلال متابعتها مع المختصة التي قامت بعدة اجراءات لادارة الضغوط النفسية وتقبل الذات و الثقة بالنفس
وبمتابعة السيدة / م / من قبل مدير حالة ملف العنف تبين أنها تعاني من الفقر وعدم وجود مردود مادي لتمكين نفسها و اعالة اطفالها لذا تمت مشاركتها في المشاريع الصغيرة وتم قبول مشروعها وهو مكتبة صغيرة في الحي الذي تقيم به وهذا المشروع أضاف نقلة نوعية لحياتها التي كانت ترغب بها في استقلالها المادي الذي اثر على حياتها بشكل كامل حيث اكتسبت القوة التي دفعتها للاصرار على رؤية اطفالها حيث وعبرت عن ذلك بذكرها موقف زيارة أطفالها لها بتقديم الهدايا لهم من مكتبتها الخاصة حيث قالت ( بلا منيّة حدا قدرت اشتريلن تياب العيد من مردود المكتبة و كتير فرحت لما شفت الفرحة بعيون ولادي لما زاروني بمكتبتي و هديتن القرطاسية منها لمدرستن و ولادي هنّ قطعة مني و إلي الحق أشوفن و أضمهن لصدري )
و من خلال نشاط / أنا أجمل / والذي يتضمن نظرة الانسان لنفسه و ثقته بإمكانياته قامت السيدة بسرد قصتها كاملة امام جميع السيدات كيف كانت ضعيفة مقيّدة و كيف اصبحت بعد ان استطاعت بمساعدة تدخلات الجمعية الايمان و الثقة بانها أجمل و اقوى مما كانت تظن وانها فخورة بنفسها كونها تعتز بكرامتها و صرخت بأعلى صوتها ((الأن بدأت أتنفس)) ..