الرئيسية

أحلام صغيرة

محمد سالم عبود وعلي المزعل وشادن هواش المزعل أطفال لم تتجاوز أعمارهم عشر سنوات، نزحوا من دير الزور، المنطقة التي كانوا يسكنون فيها، نتيجة الحرب والأزمة، تاركين وراءهم كل ما يملكون، واستقروا في مدينة بانياس، حيث استأجر أهلهم منازل تؤويهم في ظل ظروف اقتصادية صعبة.
نتيجة ذلك، لم يتمكن الأطفال من دخول المدرسة، وحُرموا من حقهم في التعليم. لكنهم تعرفوا من خلال حضور أمهاتهم جلسات "اسمع قلبي" في مركز بيت الياسمين للجمعية السورية للتنمية الاجتماعية على الأنشطة التعليمية التي تقيمها الجمعية، ومنها برنامج التثقيف اللاصفي الذي يقوم على التعامل مع الأطفال المتسربين من المدرسة وإجراء جلسات تعليمية لهم بوسائل ترفيهية، بحيث يتم إيصال المعلومة لهم بطريقة سلسة غير طريقة التلقين الموجودة في المدرسة. وهكذا بادرت الأمهات إلى تسجيل أطفالهن في البرنامج، معبرات عن سعادتهن بوجود البرنامج الذي يخدم أطفالهن ويعلمهم.
ارتاد الأطفال مركز بيت الياسمين مدة شهرين وكانوا فرحين جدًّا بالمعلومات التي يتلقونها في المركز. لكنهم كانوا يعانون من بُعده عن مكان إقامتهم وسط المدينة، فانتقلوا إلى مركز ورد جوري التابع للجمعية الذي افتُتح في منطقة بانياس البلد لتخفيف معاناة التنقل عليهم، وتابعوا تعليمهم في المركز. استمر تعليمهم مدة ثلاثة أشهر، شهران منها في مركز بيت الياسمين والثالث في مركز ورد جوري، وتمكنوا بعدها من تعلُّم مبادئ القراءة والكتابة والحساب وأصبحوا جاهزين للعودة إلى المدرسة.
كما تابع فريق الجمعية العمل معهم، حيث قمنا بمساعدة الأهل في تسجيل أطفالهم في المدرسة الحكومية ومرافقتهم الى المجمع التربوي في بانياس، وهو الأمر الذي لاقى استحسان الأهل الذين توجهوا بالشكر للفريق. قالت إحدى السيدات: "من كل قلبي بشكركم... رديتولنا الفرحة وساهمتو بتحقيق أحلام ولادنا بدخول المدرسة متل باقي الأولاد..."
في اليوم الأول من بدء العام الدراسي، أتى الأطفال إلى مركز ورد جوري قبل ذهابهم إلى المدرسة كي نراهم في ثيابهم المدرسية، وكانت فرحتهم كبيرة جدًّا. كما ذهبت متطوعة إلى المدرسة للاطمئنان على وضع الأطفال بعد عودتهم إليها. وعند لقائها بالأطفال قالت لها شادن: "أنا كتير مبسوطة إني رجعت عالمدرسة وصار عندي تلات رفقات جداد!"