الرئيسية

بداية جديدة و قوية

الطفل حسن ، البالغ من العمر ثماني سنوات ، يعيش مع والديه واخوته في .......
تعرض الطفل لحادثة اعتداء جنسي عندما كان يلعب مع أصدقائه في قبو البناية حيث قام صديقاه البالغان من العمر 11 سنة و12 سنة بتقييده ومحاولة القيام بممارسات جنسية خاطئة معه.
سمع أحد الجيران صراخ الطفل مما أدى إلى هروب المعتدين وقام بإعلام الأب بما حدث. فقام الأب بضرب الطفل ضرباً شديداً، وحبسه في غرفته لمدة شهر كامل، وقام بحرمانه من اللعب مع أخوته أو الخروج من المنزل.
بدأت القصة بعد إحدى حملات التوعية حول مفهوم العنف الجنسي، عندما تم شرح مفهوم العنف الجنسي وأنواعه والأثار السلبية الناتجة عن هذا العنف ومخاطر السكوت وعدم الإبلاغ .
وكانت السيدة والدة حسن هي إحدى المستفيدات وبعد انتهاء الحملة طلبت السيدة الحديث مع الأخصائية وهي في حالة إرباك وقلق على طفلها حسن .
روت لنا السيدة تفاصيل القصة ومشكلتها كبداية هي كيفية اقناع الزوج بضرورة تخفيف الضغط الواقع على الطفل ومساعدته لتجاوز تلك الأزمة وبعدها البدء بمرحلة العلاج مع الطفل لمساعدته في تجاوز ما حصل معه والبدء من جديد.
تم العمل مع السيدة لتعزيز أساليب التواصل مع الزوج ومحاولة إقناعه بالمجيء إلى الجمعية رفض الزوج بدايةً التعاون لحل مشكلة الطفل وأصرّ على حبسه في غرفته.
قامت الزوجة بمحاولات متكررة مع زوجها وتم دعمها بضرورة الحديث عن عواقب هذه السلوكيات. واستطاعت بعد جهد إقناع الزوج بضرورة العمل على مساعدة الطفل فقام بزيارة المركز وسمح للطفل أن يرافقه تحدثنا معه حول ضرورة اعتبار حسن طفلاً ناجياً من حادثة عنف، وأن الذنب لا يقع عليه بل هو ضحية اعتداء.
استقبل الأب حديثنا بإيجابية وتم الاتفاق مع الأهل على خطة العلاج، التي بدأت بالتحويل إلى جهة طبية لإجراء فحص سريري يوضح لنا مدى الأذية الحاصلة للطفل.
أشارت الفحوص لتعرض الطفل لجروح متوسطة الشدة، سببت التهابات متوسطة تم تلقي العلاج اللازم وكان لمتابعة الأهل الدور الأكبر بملاحظة الإفرازات والآثار على فراش الطفل وملابسه الداخلية وإبلاغ الطبيب لتتم متابعته واستكمال خطة العلاج.
لاحظت الأم أن طفلها يعاني من التبول اللاإرادي ، كما لفتت نظرنا للتغيرات السلوكية لدى الطفل والعدوانية العالية في التعامل مع الأطفال المحيطين به وخاصة أخوته وأخوه الصغير تحديداً حيث يقوم بضربه بطريقة عنيفة جداً.
تمت إحالة حسن إلى الأخصائية النفسية ضمن المركز، وبدء بجلسات فردية مع الطفل عملنا من خلالها على تعزيز ثقة الطفل بنفسه وبالأشخاص المحيطين به، والتخفيف من السلوك العدواني تجاه المحيط ومن خلال المتابعات المتتالية معه تم التركيز على أساليب الوقاية وحماية الجسد من أي خطر قد نتعرض له وما الإجراءات الصحيحة التي يجب القيام بها في حال تعرضنا لمثل هذا السلوك.
عملنا أيضاً من خلال جلسات مع الأهل على تعزيز أساليب التواصل بين الأم وطفلها، وعلى الشرح والتأكيد على أهمية المعاملة المتساوية بين الأبناء وعدم التمييز بينهم وبين حسين لتخفيف الضغط عن الطفل. ومع الوقت كان تغير تعاملهم سبباً في التخفيف من سلوك الطفل العدواني تجاه إخوته.
كما تم العمل على إشراك حسين بنشاطات ضمن المركز بهدف مساعدته على الانخراط بالمجتمع من جديد وخاصة بعد فترة العزلة التي تعرض لها.
وتم إغلاق الحالة بعد استكمال خطة العلاج مع الطفل، والمتابعة مع الأهل، لحين التأكد منهم أن التحسن بدا واضحاً على سلوك حسن ، وها هو قد تعافى وعاد إلى حياته الطبيعية مع أقرانه.