الرئيسية

اول الطريق ... خطوة

اعتدال طفلة (متلازمة داون)، عمرها سنتان، وهي تعيش ضمن أسرة مكونة من ستة أشخاص.
العائلة مهجرة من ريف حلب، ويسكنون في منزل على العظم في جرمانا /دف الصخر.
عند قدومهم لزيارة المركز المجتمعي للحصول على خدمات المركز، تم تسجيل الطفلة وتحويلها الى برنامج التأهيل، ودمجها ضمن مجموعة الصداقة. كما تم تسجيل الأطفال في الأنشطة المناسبة لكل عمر للحصول على الخدمات المقدمة في المركز المجتمعي .
عند مقابلة الأم والطفلة، تحدثنا عن البرنامج وما الذي يقدمه من فائدة وخصوصاً أنه يطبق في المنزل ويساعد الأم على تطوير بعض الأهداف عند طفلتها.
تم إجراء التقييم مع الأم والطفلة، وعلى أساسه وضعنا خطة أسرية تناسب حاجيات الطفلة، شرحناها للأم، وقدمنا الأدوات والألعاب المناسبة لتحقيق الأهداف المرجوة.
ومن خلال جلسات المتابعة والتطبيق مع الطفلة والأم، حققت الطفلة الكثير من الأهداف المرجوة :
- لم تعد تخاف من مفارقة والدتها في المنزل أو في البيئة المألوفة لديها أو مع أشخاص مألوفين.
- لم تعد تزحف في المنزل أو تتنقل حملاً بل تمشي باستقلالية وتركض للهروب أو للعب.
- عند التحدث معها تحرك رأسها بالنفي والايجاب، وتحاول التواصل مع مقدم الرعاية بالنظر، منتظرة تأكيده على أمر ما، وتحاول لفت الانتباه بالتصفيق أو الاختفاء وراء الأيدي.
- أصبحت تعبر عن احتياجاتها (كالجوع والعطش) بالكلمات والأصوات والإيماءات بدل البكاء، وتسمي بعض الأشياء، وتقلد بعض الأصوات الكلامية والأغاني البسيطة، وتذكر بعض الأسماء وخاصة إخوتها عند غيابهم.
- لم تعد تخف عند تغير وضعية جسمها من الجلوس للوقوف ومن الاستلقاء الى الجلوس لتقوم بتنفيذ أمر ما.
- لم تعد تخف من الاختباء للعب وصارت تلعب مع إخوتها، وتنسجم مع المجموعة، وتتبع القوانين بتقليد بعض الحركات للأطفال أو الإخوة (حشيشة قلبي ه الطول ه الطول .....)
- أصبحت أكثر وعياً بالتحكم بالبيئة: عند مشاهدة الشمس من النافذة تقوم بوضع الستائر، وعندما ترى الأوساخ تقوم برميها في المكان المخصص لها وعندما تشعر بالبرد تقوم بأحضار الغطاء لتشعر بالدفىء
- كانت لا تعنيها الصور أو أي رسوم تشاهدها والآن عندما ترى صورة تحدثت لها الأم عنها سابقا تشير اليها لتقوم الأم بإحضارها والتحدث معها بشأنها.
- بزيادة الاهتمام بالطفلة والانتباه لمكان مناسب للعبها، بعيداً عن مصادر ملوثة وغير آمنة، تحسنت صحة الطفلة وتخلصت من التهاب الأمعاء الدائم الذي كانت تعاني منه.

وكانت سعادة الأسرة بهذا التبدل والتغيير كبيراً، سهّل عليهم الكثير من الأمور ونشر جواً من الراحة، لهذا لا تزال الأسرة تساعد الطفلة، وتتعاون باللعب معها، أو القيام بأي نشاط يحسن من أدائها، ويقدم لها المزيد من الاستقلالية في بعض الأمور البسيطة.
ولا يزال العمل مستمراً للتخطيط للأهداف اللاحقة والعمل على تحقيقها.