الرئيسية

الدنيا بعيون جديدة

السيدة وفاء عمرها 51 سنة لديها ابنتان كانت عائلتها تسكن في جوبر وكانت تعمل في مدرسة ابتدائية وقد مرت العائلة بظروف مادية صعبة واضطر الزوج الى بيع المنزل وشراء منزل صغير في جرمانا. وخلال الازمة سقطت قذيفة على منزلهم وقد تدمر بشكل كامل واضطرت العائلة الى استئجار منزل صغير.
تعرفت السيدة على مركز بيت الوئام وعلى الخدمات التي يقدمها من خلال أحاديث صديقاتها. فحضرت طالبة المساعدة لحل مشكلتها مع زوجها.
تمت إحالتها إلى مدير حالة العنف القائم على النوع الاجتماعي . وعند مقابلتها طرحت مشكلتها: تزوجت وفاء بعمر 21 سنة دون موافقة أهلها. وفي البداية كانت علاقتهما جيدة، ولكن بسبب سوء وضعهم وانتقالهم من منطقة لأخرى بدأت الخلافات بينهما فبدأ الزوج بتعنيفها وضربها، وإذلالها وإهانتها أمام طفلتيها، لدرجة أنه تسبب لها بأذى جسدي في ظهرها. وأصبحت العلاقة الحميمية شبه معدومة، وتمارس نادراً لكن بطريقة عنيفة .
أثر هذا الواقع على علاقة السيدة بطفلتيها، وعلى الأسرة كاملة، وعانت من ضغوط نفسية كبيرة، وخيبة أمل لعدم قدرتها على بناء عائلة مثالية.
تم تحويل السيدة الى قسم الدعم النفسي لمساعدتها، حيث تم العمل معها وفق خطة :
- تجاوز الصدمة التي كانت قد تعرضت لها من عنف زوجها
- التاكيد على الجوانب الايجابية بشخصيتها
- المقارنة بين ايجابيات وسلبيات علاقتها مع الزوج لتأخذ قراراً على ضوء ما تبين معها
- التدريب على تنظيم النوم والمشي
- التدريب على الاسترخاء
كما تم إلحاقها بجلسات السيدات وحملات التوعية لملف العنف القائم على النوع الاجتماعي، وكان لهذه التدخلات أثر إيجابي على السيدة نفسها وعلى علاقتها بزوجها وطفلتيها .
بمتابعة وفاء ، تبيّن الأثر الكبير الذي أحدثته تدخلاتنا ، وعبرت هي عن ذلك :
"صرت قادرة أتواصل مع زوجي وواجه عصبيته، وتحسنت علاقتي مع بناتي، ... كنت اجي على المركز وعندي أفكار سلبية بس الجلسات كانت متل المغناطيس تسحب السلبي مني وتعطيني الايجابي وهاد الشي يخليني ارجع على البيت بروح جديدة حب أعمل شي جديد لعيلتي وأتواصل مع بناتي وزوجي بكل محبة، ورجعت أتواصل مع رفقاتي يلي كون من فترة بعيدة منقطعة عنن بسبب وضعي النفسي، ومن خلال الجلسات تعرفت على حقوق المرأة وحقوق الطفل، وبنصح كل سيدة عم تتعرض لعنف تلجأ للمركز وهنّ قادرين يساعدوها لترجع الها الحياة من جديد".
وأصبحت وفاء عضواً باللجنة النسائية، ولها دور فعال ضمن عمل اللجان والمشاركة في جميع حملات التوعية، وتشجيع السيدات على التعرف على حقوقهن والمطالبة بها